تنظيم المدن بما يلائم التنوع الجنسي: سياسات جديدة في بوغوتا

مارسيلا سيبالوس وحوان كارلوس برييتو(قسم التنوع الجنسي وكلاهما يعملان في مكتب قسم تنظيم المناطق، بوغوتا) في عام 2009، أدخل مجلس مدينة بوغوتا سياسية لضمان تكافؤ الحقوق للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر

تمثل بوغوتا واحدة من المقاصد الرئيسية التي ينشدها النازحون داخلياً نتيجة العنف الدائر في كولومبيا. كما تشهد المواطن الأصلية للنازحين الذين هجّرهم العنف أعلى مستويات انتهاكات حقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر (إل جي بي تي) وعلى الأخص منهم النساء مغيرات الجندر[i]. فالمليشيات المسلحة والجماعات العسكرية غير الحكومية تمارس العنف على القطاعات التي تُعد مناهضة للنظام الاجتماعي الذي يرغبون بالمحافظة عليه لأنه يرون في تلك النظم المناهضة أعراضاً "للانحلال الاجتماعي". وتتضمن القطاعات التي تقع ضحية لعنفهم متعاطي المخدرات والمشردين والأفراد المرتبطين بالدعارة والأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة/ الإيدز وأعضاء الاتحادات وقادتها والمنظمات المجتمعية ويضاف إلى ذلك كله المثليين والمثليات ومغيري الجندر.

يقول 30% من النازحين الـ (إل جي بي تي) الذين يعيشون في بوغوتا إنَّ أسباب هروبهم تتعلق بميولهم الجنسية و/ أو هويتهم الجندرية، ففي مناطق بوغوتا حيث تستقر النساء المغيرات للجندر ينتشر كثير من العنف وبيع المخدرات وتعاطيها والإتجار بالبشر للاستغلال الجنسي ناهيك عن الشبكات التي غالباً ما ترتبط بالنساء مغيرات الجندر والتي يكون الأكثر عرضة للوقوع ضحية لها الأولاد والبنات والمراهقين والمراهقات. [ii] ومع ذلك، فقد شهدت تلك المناطق حشداً وتعبئة اجتماعيتين ازدادت قوة عبر عقد من الزمن إلى أن تكللت عام 2009 بتوقيع اتفاقية 371 لمجلس بوغوتا حول سياسة عامة بخصوص الـ (إل جي بي تي) وهذه السياسة تكفل تكافؤ الحقوق بالكامل بين جميع الناس ومن بينهم الـ (إل جي بي تي) وتسعى السياسات المذكورة إلى تحقيق هدفين اثنين هما: 1) ضمان توفير الخدمات والمساعدات بغض النظر عن الميول الجنسية أو هوية الجندر  و2) الترويج لثقافة تنبذ العنف على أساس الميول الجنسية وهوية الجندر. ومثال على الهدف الأول، تقدم الحكومة دعماً للسكن في المناطق المختلفة للفئات السكانية ذات الدخل المنخفض، والآن أصبحت الحكومة تعترف عند تقديمها لهذا الدعم بالأزواج المثليين على أنهم يشكلون عائلة تتمتع بحق الحصول على هذه المساعدة.

يتطلب تنفيذ هذه السياسة تقوية المنظمات والقادة ممن يمثلون دوراً في دعم حقوق الـ (إل جي بي تي). كما أنَّ السلطات بحاجة إلى نظم معلومات محسنة لرصد النزوح الناتج عن الميول الجنسية وهوية الجندر. فمعظم الأشخاص مزدوجي الميل الجنسي ممن يصلون إلى بوغوتا عن من ذوي التحصيل العلمي المتدني وغالباً ما ينخرطون في المجتمع في نشاطات جنسية مزدوجة والنشاطات غير الرسمية (كصالونات الشعر والتجميل والدعارة والخياطة الخ) تحت ظروف غير مستقرة. ويجب أيضاً توسيع شبكة المؤسسات كالمراكز المجتمعية مثلاً المسؤولة عن تلبية الحاجات الخاصة للمجموعات الضعيفة والنازحين وينبغي تعزيز الاندماج الاجتماعي لهذه المجموعات من خلال الاستراتيجيات الهادفة للتغير الثقافي.

 

مارسيلا سيبالوسmceballos2000@yahoo.com مستشارة وحوان كارلوس برييتو jprieto@sdp.gov.co مدير قسم التنوع الجنسي وكلاهما يعملان في مكتب قسم تنظيم المناطق، بوغوتا www.sdp.gov.co

 



[i]  شخص يغير هوية جندره ويتخذ الهوية الجندرية للأنثى.

[ii]  تجد 42% من النساء المغيرات للجندر صعوبة في استئجار بيت كما تتعرض 27% منهن للعنف على يد شركائهن. و100% من النساء المغيرات للجندر ممن خضعن للمقابلات في هذه الدراسة ذكرن أنهن عانين من نوع من العنف أو تعرضن للأذى أو لمحاولات الإيذاء أو الاعتداء الجنسي عليهن. (وفقاً للسياسة الرئيسية العامة لبوغوتا بخصوص ضمان كامل حقوق الـ (إل جي بي تي) 2010)

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.