أوجه التكامل بين حكومة لوكسمبورغ والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وسكايب

يعمل حوالي ٤٤% من موظفي المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميدانياً، في مراكز العمل النائية والمتسمة بالمصاعب غالباً. وقد يؤدي بهم ذلك إلى الانفصال عن ذويهم وأصدقائهم على مدى أشهر طويلة، في المرة الواحدة في بعض الأحيان. كما تنحصر فرص تواصلهم مع ذويهم أو حتى تنعدم كلياً. وقد أولت المفوضية الأمر جل اهتمامها واضطلعت بجانب من المسؤولية تجاه التعامل مع شعور موظفيها بالوحدة والضغوط التي يواجهونها في تلك المواقع، ليس فقط لصالح موظفيها ورعايتهم وإنما أيضاً لضمان كفاءة أدائهم وجودة استجابتهم التنفيذية بشكل أساسي.

لذلك قررت المفوضية، أواخر عام ٢٠٠٨، وضع إجراءات على مستوى داخلي؛ بغية تحسين الظروف المعيشية والوظيفية في مراكز العمل الميدانية النائية، حيث تنوعت هذه الإجراءات ما بين مراجعة السياسات لإيجاد التوازن بين العمل والمعيشة وتنظيم رحلات لبناء روح الفريق وتقديم الدعم التكنولوجي. من بين هذه الإجراءات أحد الاقتراحات حول تمكين الموظفين من استخدام برنامج سكايب في التحادث مع زملائهم وعوائلهم وأصدقائهم والتواصل معهم.

[بداية صندوق نصي]

يساعد برنامج سكايب على التقريب بين العائلات والأصدقاء والزملاء، دون أي مقابل مادي، مع إمكانية إرسال الرسائل الفورية والتخاطب بالصوت والصورة عبر الإنترنت. ويمكنهم أيضاً، بتكلفة بسيطة، الاتصال بالخطوط الأرضية أو الهواتف المحمولة في أي مكان بالعالم. لقد صارت شركة سكايب واحدة من بين أشهر، وربما أكبر، شركات الاتصالات عبر الإنترنت.

[نهاية الصندوق النصي]

بداية الشراكة والعمل

ظهرت حاجة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لنسخة سكايب معدّة خصيصاً لتوفير مكالمات الصوت والصورة عبر الإنترنت، بدون تكلفة أو بتكلفة مخفّضة، وتعمل بعرض نطاق ترددي منخفض؛ حتى لا تتأثر باقي تطبيقات عمل المفوضية، مع إمكانية عملها بفاعلية مع الجدر النارية وغيرها من وسائل الحماية الحاسوبية الخاصة بالمفوضية. حينئذٍ، عمدت سكايب إلى تطوير هذه التكنولوجيا لتوفير كل هذه المتطلبات؛ انطلاقاً من حرصها على دعم المجتمع الإنساني، مع رغبتها في اكتساب المزيد من التواجد والشهرة والتعرّف على ساحة جديدة لاختبار تطبيقاتها الابتكارية في المناطق النائية وتحت الظروف الصعبة.

ولحكومة لوكسمبورغ باعٌ طويلٌ في الشراكة ومد يد العون والمساعدة للمفوضية، حيث تشارك باستمرار في تعزيز أوجه التعاون في المجتمع الإنساني للمساعدة في استخدام الحلول الابتكارية التي تشمل تعزيز الاتصالات وتقنية المعلومات والاتصالات، بشكل أفضل؛ بغرض تحسين المساعدة الإنسانية للسكان المستضعفين.

ففي أوائل عام ٢٠٠٩، جمع وزير التعاون الإنمائي والشؤون الإنسانية في لكسمبورغ بين شركة سكايب والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لاستكشاف المزيد من إمكانيات التعاون المشترك، ومنها إطلاق مشروع مبدئي "لرعاية العاملين"، يتم تطبيقه على نحو تنفيذي كامل. ومع الالتزام القوي من جانب قيادة سكايب تجاه هذا المشروع ونجاح المرحلة التجريبية الأولى، وافقت حكومة لوكسمبورغ على تمويل المرحلة الأولى من مشروع رعاية العاملين، وبذلك انطلقت الشراكة بين حكومة لوكسمبورغ والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وسكايب.

وقد أظهرت النسخة المخصصة للمفوضية من برنامج سكايب كفاءة عملية عند اختبارها في ستة مواقع تجريبية مختلفة. وبحلول أغسطس/آب ٢٠١١، تم طرح برنامج سكايب في ١١٨ منطقة من مواقع الأحداث والمصاعب في مجمعات الأمم المتحدة عبر آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوقيانوسيا وأوروبا، حيث يستفيد منه ٣٠٦٨ من موظفي المفوضية. ومن المتوقع، بحلول نهاية عام ٢٠١١، وطبقاً للمرحلة الثانية من المشروع، أن يتم تزويد جميع مواقع الأحداث بهذه النسخة.

فهذا هاريداس سريرام، مسؤول الحماية الميدانية للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مجمع الأمم المتحدة في مدينة أويل بجمهورية جنوب السودان يقول إن "سكايب هو أهم طريقة للتواصل مع أسرتي. أتصل بأسرتي كل يوم مستخدماً سكايب". ويضيف ضاحكاً: "يمكنني رؤية توأمي الصغير البالغ من العمر أربعة أعوام ونصف، وأتحدث إلى زوجتي يومياً. فلولا سكايب لتركتني زوجتي!"

وهناك أيضاً سيمبليس كباندجي الذي يعمل في مركز المفوضية بغوما، شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. يقول سيمبليس: "تعيش أسرتي في أبيدجان بكوت ديفوار، وأراها كل ثمانية أسابيع. ولكي أتواصل معهم بين فترات الزيارة، أستخدم السكايب، حيث يمكن لأطفالي الحديث معي وطرح الأسئلة حول ما أقوم به خلال اليوم، ثم يخبرونني عن أنشطتهم وأصدقائهم. فعبر سكايب، أراهم يلعبون ويمرحون. لذلك، فهو مهم بالنسبة لكلينا."

نشر تطبيقات البرنامج

بالنظر إلى رواج الخطة بين موظفي المفوضية وبعد تقييم الاحتياجات، تدرس المفوضية وشركة سكايب وحكومة لوكسمبورغ حالياً إمكانية نشر سكايب كي يستخدمه موظفيها المتواجدين في المواقع النائية وليس فقط مواقع الأحداث والمصاعب. كما يبحث الشركاء جدوى تزويد دور ضيافة الموظفين في مواقع الأحداث والمصاعب بهذه التكنولوجيا، إلى جانب إتاحتها للاجئين والنازحين داخلياً في المخيمات المعيّنة.

[بداية صندوق نصي]

"إننا شركة تخصصت في استخدام برامجها لتسهيل التواصل بين الأفراد حول العالم وإحداث التغيير الاجتماعي. وتحقق شراكتنا مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذه المهمة بشكل متميز."

توني بيتس، الرئيس التنفيذي لشركة سكايب.

[نهاية الصندوق النصي]

أيضاً ظهر اهتمام الهيئات الإنسانية الأخرى، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالاستخدام الممكن لسكايب على أرض الميدان؛ إذ لا تزال اللجنة الدولية للصليب الأحمر معتمدة بشكل كبير على "الكتابة" في عملها الإنساني، ومن ذلك، على سبيل المثال، لم شمل العائلات المشتتة وإعادة الاتصال بينها وأفرادها المعتقلين. لكن تمكن موظفو اللجنة في قندهار عام ٢٠١٠ من استخدام مكالمات الفيديو في توصيل العائلات بأفرادها المعتقلين وهم حريصون كل الحرص على نشر هذه الإمكانية من خلال خدمات سكايب ذات عرض نطاق ترددي منخفض. وقد أعلنت حكومة لوكسمبورغ مؤخراً، وهي أيضاً شريك قديم لللجنة وأحد أهم المتبرعين لها، ضمن أنشطتها للحماية، أنها تدرس إمكانية إقامة شراكة جديدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسكايب لتطوير نظام أساسي مناسب؛ بغرض استيفاء احتياجات اللجنة.

والمزيد من المناقشات جارية الآن على قدم وثاق بين سكايب وحكومة لوكسمبورغ حول إمكانية إقامة شراكة ضمن إطار عمل مشروع "emergency.lu" المنطلق حديثاً بتمويل من حكومة لوكسمبورغ[1]. جدير بالذكر أن هذا المشروع هو برنامج أساسي للاتصالات الساتلية ويهدف إلى تزويد المجتمع الإنساني بخدمات الاتصال والتنسيق في ظروف الكوارث والعمليات الإنسانية غير الطارئة. ويجري تنفيذ هذه المبادرة حالياً بالتعاون الوثيق مع "مجموعة الاتصالات في حالات الطوارئ" (Emergency Telecommunications Cluster)، وسيبدأ تنفيذها في عام ٢٠١٢. كما قد تساعد إمكانيات التواصل المحسّنة والمقدمة من مشروع emergency.lu في إفادة وتعزيز التطورات المستقبلية للشراكة بين حكومة لوكسمبورغ والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وسكايب.

 

أنطوان بيرتو (antoine.bertout@skype.net) هو مدير علاقات الشركاء بشركة سكايب (www.skype.com). ويعمل مارك ديبورسي (Marc.debourcy@mae.etat.lu) كمنسق للعلاقات في قسم المنظمات متعددة الأطراف، إدارة التعاون الإنمائي، وزارة الشؤون الخارجية، حكومة لوكسمبورغ (http://cooperation.mae.lu). في حين يشغل محمد فيصل (faisal@unhcr.org) وظيفة مسؤول تقنية المعلومات/مدير مشروع سكايب، قسم أنظمة المعلومات والاتصالات، المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (www.unhcr.org).



[1]  http://emergency.lu/ انظر أيضاً مقال ........ [برنامج الأغذية العالمي] على ...............

 

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.