تقديم الحلول القائمة على الاحترام

تعد القبائل التي تتعيش في ألاسكا الشاطئية ولويزانا في الولايات المتحدة الأمريكية بعضاً من أكثر المجتمعات تعرضاً لخطر التَّهجير المباشر نتيجة آثار التغير المناخي.

تعد القبائل التي تتعيش في ألاسكا الشاطئية ولويزانا في الولايات المتحدة الأمريكية بعضاً من أكثر المجتمعات تعرضاً لخطر التَّهجير المباشر نتيجة آثار التغير المناخي كارتفاع منسوب مياه البحر وذوبان الجليد الدائم وغير ذلك من التغيرات البيئية التي يتسبب بها البشر نتيجة العمليات الاجتماعية التاريخية والإنماء غير المستدام. وفي التسعينيات، بدأت شعوب كيفالينا في ألاسكا تلاحظ تغيراً تدريجياً في الظروف البيئية وأنماط الطقس التي أدت إلى تغيرات في هجرة الأحياء البرية وانخفاض منسوب جليد البجر وارتفاع درجات الحرارة. وتكيف الناس مع تلك الظروف وأصبحوا أكثر تيقظاً في ملاحظاتهم كي لا تفوتهم فصول الصيد. وهنا بدأت النقاشات تثار في المجتمع المحلي حول الاحتباس الحراري العالمي ومع ذلك، رغم الجهود الاستباقية المبذولة حالياً لنقل المجتمع، لم تقدم أي جهة وعوداً بتمويل الانتقال وراء مرحلة التخطيط والتصميم للمشروع.

ومنذ السبعينيات والمجلس التقليدي في نيوتوك، وهي قرية أخرى في ألاسكا، برصد التعرية الزاحفة لأرضهم ويبحث عن سبل الحد من تلك الظاهرة. وخلصت تلك الجهود إلى استنتاج أن ما من مفر أمام الناس من الانتقال من القرية نظراً لعدم وجود أي إجراء بديل لإبقائهم في المكان الحالي بخفض آثار الظروف المناخية بتكلفة معقولة. ومع أنَّ الانتقال بدأ بالفعل، واجه المجلس القبلي عوائق عدة تمثلت في غياب آليات السياسات والتمويل وما زال تنفيذ خطة الانتقال أمراً غير أكيد.

وهناك تجارب أخرى تمر بها القبائل في جنوب شرق لويزيانا. فعلى سبيل المثال، تعيش قبيلة آيل دي جان تشارلز جزيرة تتقلص مساحتها وتعاني من ارتفاع نسبي في منسوب البحر ما يزيد من وقع آثار العواصف والأعاصير وقسوة التغيرات البيئية نتيجة اتباع ممارسات استخراجية غير مستدامة. وبغياب أي خيارات أخرى للتكيف في المكان وإدراكاً لضرورة اتخاذ السكان للإجراءات الاستباقية إذا أرادوا الحفاظ على سيادتهم الثقافية ولم شمل مجتمعهم المتشرذم، بدأ المجلس القبلي بالعمل على الانتقال. ووضع خطة لمجتمع مبني على الطاقة المتجددة والمستدامة كنموذج لإعادة النقل التي يقودها المجتمع المتأثر، وكما الحال بالنسبة لكيفالينا، لم يجد المجلس القبلي التمويل ولا الدعم الحكومية لفعل ذلك.

وفي حين عملت مجتمعات مثل كيفالينا ونيوتوك وآيل دي جان تشارلز  جيلاً بعد جيل على إعادة النقل، واجهت جهودهم عوائق في كل خطوة لأسباب أهمها عدم وجود البنى المؤسسة والحكومية اللازمة لمساعدتهم في عملية الانتقال. ولتحريك الجهود إلى الأمام، على ضوء شح الموارد، التقى قادة القبائل بممثلين عن الحكومة المحلية وحكومة الولاية والحكومة الفدرالية وتحدثوا في منابر واجتماعات رفيعة المستوى وعرضوا مسائلهم في مقابلات عن طريق وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم.

وبتأسيس العلاقات التعاونية [1] والبدء بتنفيذ العمليات لدعم المجتمعات في انتقالها، ينبغي لقادة القبائل والمجتمعات الذين عملوا جيلاً بعد جيل على هذه الجهود أن يكونوا هم من يقود العملية للمساعدة على ضمان عدم المساس بحقوق المجتمعات وسيادتها الثقافية. ولا بد من أن يكون إدخال المنظومات المعرفية المتنوعة بما فيها عمليات صنع القرار التقليدية في قلب عملية الانتقال بأكملها. ولا بد أيضاً من فعل ذلك كله بعدالة واحترام لتجنب تحويل عملية الإنتاج المشترك للتخطيط والتنفيذ إلى مسار آخر غير مسارها المطلوب.

كولين سوان swancolleen@gmail.com منسق المشروعات لمجلس مدين كيفالينا، والرئيس ألبرت ب ناكوين  whitebuffaloa@netscape.net رئيس قبيلة آيل دي دجان تشارلز ورئيس مجلسها القبلي، وستانلي توم stanley_tom2003@yahoo.com  المدير القبلي لمجلس نيوتوك التقليدي.



[1] منها على سبيل المثال ورشة عمل أصوات مرتفعة وهي مجتمع من قادة السكان الأصليين وخبراء بيئيين معنيين بالسكان الأصليين وغير الأصليين والطلاب والمهنيين العلميين من شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.  www.mmm.ucar.edu/rising-voices-home

  

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.