سياسات حُسن الضيافة والعداء في الأرجنتين

في أعقاب زلزال هايتي عام 2010، أخذت الأرجنتين ودول أمريكا الجنوبية الأخرى على عاتقها استقبال الهايتيين لأسباب إنسانية.

 

إثر الزلازل الذي ضرب هايتي عام 2010، بدأت دول اتحاد أمم أمريكا الجنوبية[1] في استقبال الهايتيين على أرضها. وقد ارتبط الدافع وراء الهجرة بآمال تحسين معيشتهم في وضع دُمرت به جميع الاحتمالات والفرص بفعل الزلازل. ووفقاً للهايتيين الذين أجريت معهم مقابلات في بوينس آيرس: "عقب الزلازل، لم يتبق أي شيء ...".

وعندما تعهدت الأرجنتين باستقبال الهايتيين "لأسباب إنسانية" لم تكن بحاجة للوائح أو مواد محدده تنظم ذلك نظراً لأن قانون الهجرة رقم 25,871 لديها كان ينص فعلياً على محددات تلك الاحتمالية (خلافا لما حدث في بلدان أخرى، مثل: البرازيل أو تشيلي).[2] ومع أن القانون لم يضع حداً زمنياً لاستقبال الهايتيين، إلا أنهم منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بدءوا يواجهون مصاعب في الحصول على حق الحماية. وبحلول 2013 صار من المستحيل تقريباً عليهم المطالبة بأي حقوق بموجب هذه المادة. ويجري الأمر عينه في البرازيل وتشيلي والإكوادور التي تضيق بدورها خناق سياسات الهجرة لديها على المُهجرين الهايتيين.

ومن ناحية هؤلاء المُهجرين، فمن غير المُحتمل أن تكون الأرجنتين وجهتهم المنشودة لولا سهولة دخول حدودها والسماح المجاني بالانخراط في الدراسة الجامعية. ومع ذلك، يواجه الهايتيون في الأرجنتين مشاكل تخص العمل والسكن والوثائق والتعليم والثقافة والتمييز على نحو يناقض التزام القانون بهدف تعزيز إدخالهم وإدماجهم في المجتمع الأرجنتيني وبضرورة التعامل معهم على أنهم مهاجرون نظاميون[3] فضلاً عن دعوته في جميع مكاتب الدولة لمساندة المبادرات الداعية لإدماج الأجانب في مجتمع إقامتهم.

مبدئياً، "السماح بدخول" المهاجرين إلى دولتك يفرض عليك تحمل مسؤولية هؤلاء الأفراد بأن توفر لهم المأكل والمسكن والصحة النفسية، ويسري ذلك على كل من الدولة والمجتمع. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف للمجتمع المُضيف أن يُدخل من شهدوا خبرات صادمة ويحتضنهم ويُدمجهم فيه متبعاً سياسات حُسن الضيافة وليس العداء تجاه "الآخر".

 

إيرين دافارد إيفانجليستا ireneduffard@yahoo.com.ar باحثة في اللجنة الكاثوليكية الأرجنتينية للهجرة. http://migracionesfccam.org.ar/

 


[3]قانون الهجرة رقم 25,871، المادة 3، النقاط هـ) و ح)

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.