Skip to content
انفصال الأطفال عن ذويهم: أسبابه وآثاره واستراتيجيات التخفيف منه
  • ماغدالينا آرياس كوباس وسانجانا بهاردواج وسايمون روبنز وجيل ستوكويل
  • May 2025
جمع البيانات كجزء من مشروع المهاجرين المفقودين. حقوق الصورة: الصليب الأحمر الكولومبي 2024

يتعرض الأطفال المهاجرون غير المصحوبين والمنفصلون عن ذويهم لمخاطر كبيرة تهدد سلامتهم ورفاههم وكرامتهم. إلا أن الوعي بشأن المخاطر المحددة التي يواجهونها وأسباب انفصالهم عن ذويهم وكيفية الحد من هذه المخاطر ضئيلٌ جدًا.

صحيحٌ أن الانفصال خلال رحلات الهجرة يمكن أن يكون خيارًا، إلا أن الانفصال غير الطوعي عن الوالدين قد يزيد من عرضة الأطفال لمخاطر متنوعة بشكلٍ كبير. وفي هذا السياق، تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومختبر الهجرة العالمي التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعدد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية (الجمعيات الوطنية) بإجراء أبحاث نوعية حول حالات الانفصال والاختفاء في 19 بلدًا في أفريقيا والأمريكيتين وأوروبا. ويعرض هذا المقال النتائج الأولية المستخلصة من البيانات المجمعة من الأطفال والشبان والشابات المهاجرين، بما في ذلك اللاجئين واللاجئات وطالبي وطالبات اللجوء الذين يعيشون في أوضاع هشة في أوروبا.

يتعرض الأطفال المهاجرون المنفصلون عن ذويهم أو المسافرون بمفردهم لخطر أكبر للإصابة بالمرض والتعرض للإصابات والعنف (بما في ذلك العنف والاعتداء الجنسيين) والإتجار بالبشر والاستغلال والاختفاء[1]. ويمكن أن يكون الأطفال معرضين لهذه المخاطر بشكلٍ خاص، إذ قد لا يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الأساسية، ما قد يدفعهم بسرعة نحو آليات التكيف المؤذية، ومنها الأشكال الخطيرة من عمالة الأطفال أو ممارسة الجنس من أجل البقاء أو زواج الأطفال[2].

الانفصال كاستراتيجية

ليست جميع حالات الانفصال عن الأسرة مشابهةً، وهذا ما سنتطرّق إليه في ما يلي. فيمكن أن يكون فصل الطفل عن الأسرة خيارًا واعيًا لخوض مسار ‘الهجرة التدريجية’، حيث يهاجر بعض أفراد الأسرة في مرحلةٍ ما بينما يسعى الأفراد الآخرون إلى اللحاق بهم بعد فترة[3]. وبيد أن أي عملية انفصال قد تعزز المخاطر التي يواجهها الأطفال في سياق الهجرة، يسمح هذا النوع من الانفصال الطوعي للأسر المهاجرة باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، مثل الحرص على أن يرافق الأطفال أشخاصًا آخرين يعرفونهم.

بالمقابل، عندما يحدث الانفصال بصورةٍ غير متوقعة، يمكن أن يزداد ضعف الأطفال بشكلٍ كبير. فعلى سبيل المثال، تشير البيانات إلى أنه عندما يسعى الأشخاص إلى الهجرة ضمن أسرةٍ كبيرة، يصبح من الصعب ضمان عدم انفصال الأطفال عنها. أما في حالاتٍ أخرى، فيهرب الأطفال أنفسهم من العنف الذي تمارسه عليهم الأسرة (كما في حالات زواج الأطفال مثلًا) ولا يكون لديهم أي سبيل إلا السفر منفردين وغالبًا ما يكون ذلك من دون وجود أي اتصال مع أسرهم. وقد يشجعهم أفراد الأسرة أيضًا على المغادرة خوفًا من خطر التجنيد الإجباري أو العنف. وهناك أيضًا حالات يغادر فيها الأطفال من تلقاء ذاتهم من دون الحصول على إذن والديهم.

حالات الانفصال بسبب المهرّبين

تسلّط البيانات المجمّعة الضوء على الظروف التي يُرجّح فيها حصول انفصال الأطفال والشبان والشابات عن ذويهم لدى السفر عبر البحر المتوسط وداخل أوروبا. ونظرًا لمحدودية المسارات الآمنة والقانونية للجوء والهجرة النظامية، يعزز اعتماد الأشخاص المهاجرين على المهرّبين مجموعةً من المخاطر، بما في ذلك الانفصال غير الطوعي للأسرة. فعندما يقوم المهربون بتوزيع الأفراد على السفن أو المركبات قبل الانطلاق في رحلةٍ معينة، قد يتم فصل الأسر بحسب الجندر أو العمر، ليتم بذلك فصل الآباء عن أطفالهم والإخوة والأخوات عن بعضهم البعض. وفي هذا السياق، أفاد أحد المخبرين بما يلي:

“[أذكر حالة اثنين] من الأطفال غير المصحوبين والطالبين للجوء اللذين هربا من أفغانستان معًا وانتقلا عبر أوروبا… وقد أجبر المهربون الأخ الأكبر على ترك أخيه الأصغر…وراح يبحث عن أخيه الأصغر…ولكن للأسف وصله خبر وفاة أخيه…وهذا أمرٌ شائعٌ كثيرًا مع الأسف الشديد”.

نظرًا لخطر الإتجار بالبشر والعنف الجنسي المرتفع الذي يتعرض له الأطفال، والفتيات على وجه الخصوص، يمكن أن يتم استغلال مرحلة الركوب على متن السفن والمركبات كفرصة لقصد فصل الأشخاص الذين يمكن أن يشكّلوا أهدافًا للإتجار بالبشر. فعلى سبيل المثال وفي إحدى الحالات الواردة في البيانات، تم أخذ أحد الأطفال من أمه بعد أن رفضت هذه الأخيرة ممارسة الجنس مع المهرّبين. ولا يزال الطفل المذكور مفقودًا حتى الآن.

حالات الانفصال الناجمة عن التحديات الصحية والعنف

تنطوي الهجرة غير النظامية على مخاطر وصعوباتٍ متنامية، وخصوصًا بالنسبة للأطفال والأشخاص الضعفاء صحيًا. فقد يؤدي المرض أو التعب أو الحمل إلى فصل الأسر، إذ لا يكون أمام المهاجرين والمهاجرات خيار إلا بالتضحية بوحدة الأسرة لكي يتمكن أحد أفراد الأسرة أو أكثر من متابعة الرحلة. وقد شرح أحد الأشخاص المهاجرين هذا الوضع على الشكل التالي:

“خلال عملية الهجرة في الغابات على سبيل المثال، إذا تعب أحد الأطفال أو الأشخاص وجلس لبعض الوقت، فلن ينتظره الأشخاص الآخرون، بل سيكملون طريقهم. ولذلك سيكمل أحد أفراد الأسرة طريقه مع باقي المجموعة لأنه إذا توقّف أو عاد للبحث عن الشخص المتوقف فسوف يضيع طريقه هو أيضًا…”

هذا وينطوي عدد كبير من الرحلات أيضًا على مغادرة أو المرور ببلدان تمرّ بنزاعات أو بسياقاتٍ خطيرة حيث يسود خطر الانفصال. وتوفر لنا البيانات مثالًا على ذلك، وهي حالة إحدى الأمهات التي فُقد طفليها خلال رحلتهم على إثر انفجار وعملية إطلاق نار.

حالات الانفصال عند الحدود

عندما تسعى المجموعات المهاجرة إلى عبور الحدود، بما في ذلك ضمن أوروبا، يمكن أن تؤدي إجراءات فعلية أو متصورة من جانب السلطات، بما في ذلك استخدام القوة أو العزل المقصود لأفراد الأسرة الواحدة (مثل الفصل بحسب الجندر أو العمر)، إلى تشتُّت الأشخاص المهاجرين بسرعة بسبب الهلع والارتباك، ما يساهم أيضًا في انفصال الأسر. وبالفعل، هناك أدلة على أن الصدّ عند الحدود (البحرية كما البرية) يمكن أن يؤدي إلى الانفصال في محاولة الأشخاص المهاجرين التهرب من السلطات[4]. ولا يمكن للأطفال الهرب من الشرطة بالسرعة نفسها كالراشدين، ما يعزز فرص انفصال الأسرة في هذه الحالات. هذا ويمكن أن يتم ترحيل أفراد الأسرة الواحدة بشكلٍ منفصل أو احتجازهم في مواقع منفصلة في حال ضبط السلطات لهم عند الحدود أو في مواقع أخرى. وفي هذا السياق، أفاد أحد المخبرين بما يلي:

“عندما تطارد الشرطة أو حرس الحدود مجموعةً ما…قد يتم فصل أفرادها عن بعضهم البعض. قد يقوم رجال الشرطة بوضع أفراد الأسرة الواحدة في مركباتٍ منفصلة، وأن يقولوا لهم إنهم سوف يلتقون بالأفراد الآخرين من أسرتهم في مرحلةٍ لاحقة من الرحلة. إلا أن ذلك لا يحصل أبدًا”. 

وقد أبلغ الأشخاص المهاجرون في بعض الحالات عن اختيار الأهالي الانفصال عن أطفالهم طوعًا قبل محاولة عبور الحدود البرية اعتقادًا منهم أنه من الأكثر ترجيحًا أن يُسمح للأطفال بالبقاء إذا ما كانوا يسافرون بمفردهم.

الهواتف الجوالة وفقدان الاتصال

إن الهواتف الجوالة ضروريةٌ للتخطيط للرحلات وتوثيقها وخوضها، إذ تسمح بالتواصل بصورةٍ منتظمة مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمهرّبين وغيرهم من الأشخاص الذين يقدمون المساعدة للأشخاص المهاجرين[5]. ولذلك ينطوي فقدان الجهاز أو تعرضه للسرقة أو المصادرة من قبل السلطات أو غيرها على مخاطر كبيرة، ومن الضروري في هذه الحالات الحفاظ على الاتصال بهؤلاء الأشخاص أو استرداده عبر وسائل بديلة. وصرّح أحد الأشخاص المهاجرين بما يلي في هذا السياق:

لأنك إذا سلكت هذا الطريق فمن المستحيل ألا يؤخذ منك هاتفك أو أموالك أو أي أوراق بحوزتك. لذلك، إذا قمت بحفظ رقم أو رقمين لأفراد أسرتك فسيكون لديك فرصة للتواصل معهم”.

منع انفصال الأطفال عن ذويهم

توفر الدراسة أيضًا مرئياتٍ حول الاستراتيجيات والنُهُج التي يتم أو يمكن استخدامها للتخفيف من بعض هذه المخاطر.

  • الوعي والمعلومات حول خطر فقدان الاتصال

تُظهر هذه الدراسة أيضًا أن العديد من الأطفال يفتقرون إلى الفهم الكافي للتحديات التي يواجهونها. ويشدد أبرز الأشخاص المخبرين على أن تبديد الوهم بأن الرحلة ستكون سهلةً أو آمنةً نسبيًا يشكّل أولويةً في هذا السياق. ويمكن أن تبدأ عملية التوعية هذه في بلدان الأصل، وألا تستند إلى إطار أجندة رامية إلى ردع الأشخاص عن الهجرة، بل إلى دعمهم ليخوضوا هذه الرحلة بأعلى قدر من الأمان، على أن يشمل ذلك الحرص على الحفاظ على الاتصال مع أفراد الأسرة من خلال توفير المعلومات والخدمات اللازمة على السواء. فعلى سبيل المثال، تدير الجمعيات الوطنية نقاطًا للمساعدة الإنسانية[6] على طول طرقات الهجرة يمكن من خلالها للأشخاص المهاجرين، بصرف النظر عن حالتهم أو وضعهم القانوني، الوصول إلى معلوماتٍ دقيقة وموثوقة بلغاتٍ متعددة وإلى خدمات استعادة الروابط الأسرية لمساعدتهم على لمّ شمل أحبائهم أو التواصل معهم. إلا أنه تجدر الإشارة هنا إلى أن عملية تقديم المعلومات للأشخاص المهاجرين، سواء أكان ذلك قبل رحلتهم أو خلالها، يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أن القرارات التي يتم اتخاذها في سياق الهجرة – قرار المغادرة أو الطريق الذي سيتم سلكه أو كيفية السفر – غالبًا ما تُتّخذ بشكلٍ عفوي مع تخطيطٍ محدود وتكون الخيارات المتاحة محدودة.

  • استراتيجيات حماية الذات

يتبنى الأطفال استراتيجيات حماية الذات. وتشير البيانات إلى وجود ظاهرة أطلق عليها أحد الأشخاص المخبرين اسم ‘القرابة المختلقة’، حيث يسافر الأطفال ضمن مجموعات للمرافقة والأمان، ويصبح هؤلاء ‘الأقرباء’ أشخاصًا مهمين بالنسبة إليهم في الرحلة. فعلى سبيل المثال، قد يكون هذا النوع من الشبكات مفيدًا لإبلاغ أفراد الأسرة في حال تم اعتقال أحد الأشخاص خلال الرحلة. إلا أن انفصال هؤلاء الأطفال عن بعضهم قد يؤدي إلى شعور الأطفال بالحزن وزيادة ضعفهم.

هذا وغالبًا ما كان الأشخاص المهاجرون على درايةٍ بضرورة حفظ أرقام الهاتف أو تسجيلها لتجنُّب انقطاع الاتصال مع الأسرة أو الأصدقاء في حال فقدان الهاتف الجوال أو مصادرته كما بالحاجة إلى الخدمات التي ستساعدهم على الحفاظ على هذا الاتصال أو استعادته بعد فقدان الهاتف. فتوفر الجمعيات المحلية على طول بعض طرقات الهجرة في الأمريكيتين وأفريقيا، فضلًا عن تلك العاملة على طرقات الهجرة المؤدية إلى أوروبا وعبرها، خدمات الاتصال المجانية وإمكانية شحن البطاريات والاتصال اللاسلكي بشبكة الإنترنت للأشخاص المهاجرين لتخفيف اعتمادهم على هواتفهم الجوالة الخاصة. وعلى المنوال نفسه، طوّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منصةً وتطبيقًا آمنًا باسم RedSafe يوفر المعلومات الموثوقة حول المساعدة والحماية ومرافق تخزين الوثائق للأشخاص المهاجرين وغيرهم من الأشخاص الذين يعيشون في أوضاع هشة.

  •  الجهود الرامية إلى استعادة الروابط الأسرية وحمايتها

تُظهر البيانات أن الجهود الرامية إلى البحث عن الأشخاص المهاجرين المنفصلين عن أسرهم ولمّ شملهم تطرح تحدياتٍ خاصة. فغالبًا ما يكون من الصعب توفير التفاصيل حول حادثة الانفصال، إذ غالبًا ما يفقد الأشخاص المهاجرين حسن تقديرهم للوقت والمكان في الأوضاع المجهدة أو سريعة الحدوث. ويمكن أن تتعوّق جهود البحث في حال اختيار الأشخاص المهاجرين أو إجبارهم على متابعة الرحلة على الرغم من انفصالهم، كما يمكن أن تصل هذه الجهود إلى حائطٍ مسدود عندما لا يكون الأقرباء المتواجدون في بلد الأصل قادرين على المساهمة فيها. ومن الأمثلة على ذلك عدم قدرة الأقرباء على السفر إلى موقع فقدان الأشخاص المهاجرين أو على توفير عينات الحمض النووي لمساعدة جهود الرصد.

وهناك أيضًا حاجة إلى تعزيز الوعي بالدعم، والقدرة على الحصول عليه، ليس في الوجهات الأوروبية فحسب، بل أيضًا على طول الطرقات لكي يتمكن الأشخاص المهاجرون المنفصلون عن أسرهم – بما في ذلك الأطفال – من بدء البحث عن أسرهم في أقرب وقتٍ ممكن. ولا تزال معرفة الجهة التي يجب اللجوء إليها لدى البحث عن معلوماتٍ حول الأقرباء المفقودين أو المنفصلين تشكّل تحديًا كبيرًا، خصوصًا عندما يكون الأشخاص المهاجرون قلقين على سلامتهم الخاصة. وعليه، من الضروري أن يتم بذل الجهود اللازمة للحرص على أن يشعر الأشخاص اللاجئون بالأمان – وأن يكونوا فعلًا بأمان – لدى التماس الدعم.

  • على السياسات الحكومية ألا تولّد المخاطر بالنسبة للأشخاص المهاجرين أو تعززها

سوف تبقى هذه الجهود محدودةً في نهاية المطاف ما لم تتخذ الدول كافة التدابير الممكنة لحماية الأطفال ومنع الانفصال غير الطوعي للأسرة. فيحق للدول أن تنظّم الهجرة، ولكن يتعين عليها مع ذلك أن تمتثل لواجباتها والتزاماتها الدولية والإقليمية والوطنية، بما في ذلك الحماية والرعاية التي يحق للأطفال التمتع بها. فيحق للأطفال أن يكونوا مع أسرهم أو الأشخاص مقدمي الرعاية لهم، وعلى سياسات إدارة الهجرة والحدود ألا تتسبب بهذا الانفصال سواء أكان ذلك عن قصد أو عن غير قصد.

ويبدأ هذا المسعى بالتركيز على الطرق التي يمكن فيها لشرطة الحدود تعزيز مخاطر الانفصال من خلال إجراءات القوى الأمنية التي تشتّت المجموعات والأسر المهاجرة بما يزيد من احتمال حصول انفصال. وعلى طواقم الشرطة الحدودية أن تكون على علمٍ بالمخاطر التي تنطوي عليها هذه المقاربات وأن يتم دعمها لتبني إجراءاتٍ بديلة. وعلى الدول أيضًا الالتزام بوضع حدٍّ لاحتجاز الأطفال المهاجرين والنظر في آلياتٍ بديلة لاحتجاز الأطفال والفصل غير الطوعي للأسر على السواء.

ويمكن للدول أيضًا أن تتخذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من خطر الانفصال الذي يواجهه الأطفال المهاجرين ضمن حدودها. فعلى سبيل المثال، يمكن لفشل عمليات لمّ شمل الأسر أو تردّيها أن يدفع أفراد الأسرة إلى اللجوء لخياراتٍ غير نظامية أكثر خطورةً، ما يعزز بدوره المخاطر التي يواجهها الأطفال وأسرهم. ويحتّم ذلك ضرورة توفير لمّ الشمل السريع للأسرة – من ضمن مساراتٍ آمنة وقانونية أخرى.

وفي هذا السياق أيضًا، يتعين على الدول بذل كافة الجهود الممكنة لتحديد مصير وموقع أفراد الأسرة المفقودين أو المنفصلين المبلّغ عنهم من قبل الأشخاص المهاجرين بصرف النظر عن وضعهم القانوني. ويجب دعم الدول للحفاظ على سبل الاتصال أو استعادتها، بما في ذلك من خلال التعاون مع الجهات الفاعلة المعنية مثل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والدول الأخرى. ويجب بذل كافة الجهود الممكنة لجمع الأطفال المهاجرين غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم بأسرهم أو مقدمي الرعاية لهم متى كان ذلك يصبّ في مصلحة الطفل.

الخطوات المستقبلية

بهدف منع انفصال الأطفال عن ذويهم في سياق الهجرة، من الضروري الحرص على وعي الأطفال المهاجرين بالمخاطر التي تنطوي عليها رحلتهم، فضلًا عن توفير الدعم اللازم لهم لاتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة في حال فقدانهم الاتصال بأسرهم، مثل حفظ أرقام الهاتف المهمة أو تسجيلها. ويجدر أيضًا دعم الأطفال المهاجرين في تطوير استراتيجيات حماية الذات، على غرار السفر ضمن مجموعات وبناء العلاقات الحمائية مع الأشخاص المهاجرين الآخرين. هذا ويجب أن تتوافر خدمات الدعم لجميع الأشخاص المهاجرين بصرف النظر عن وضعهم القانوني، ويشمل ذلك الخدمات الرامية إلى إعادة إرساء الروابط الأسرية وحمايتها مثل تلك التي توفرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية.

إلا أن حماية الروابط بين أفراد الأسرة والأطفال المهاجرين تقتضي في نهاية المطاف اعتراف كافة الأطراف الفاعلة المعنية، وأهمها الدول، بالمخاطر القائمة واتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف منها. فعلى السياسات الحكومية ألا تولّد المخاطر بالنسبة للأشخاص المهاجرين أو تعززها. ويتطلب ذلك توفير مسارات هجرة آمنة وقانونية، والحرص على ألا تحفز شرطة الحدود الانفصال غير الطوعي للأسرة، وتطبيق إجراءات لمّ الشمل السريعة والفعالة، وبذل جهودٍ حثيثة لإعادة إرساء الاتصال بين الأطفال وأفراد أسرهم بعد الانفصال خلال رحلة الهجرة.

 

ماغدالينا آرياس كوباس (Magdalena Arias Cubas)
قائدة أبحاث، مختبر الهجرة العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أستراليا
mariascubas@redcross.org.au

سانجانا بهاردواج (Sanjana Bhardwaj)
باحثة مساعدة، مختبر الهجرة العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أستراليا
sbhardwaj@redcross.org.au

سايمون روبنز (Simon Robins)
مستشار بحثي، مركز الأشخاص المفقودين التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سويسرا
srobins@icrc.org

جيل ستوكويل (Jill Stockwell)
قائدة الدعم الهيكلي والأبحاث، مركز الأشخاص المفقودين التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سويسرا
jstockwell@icrc.org

 

[1] Liddell B, Archer K, Batch N, & Stockwell J (2025) (forthcoming) ‘The psychological impact of missing family on forcibly displaced people’, Australian and New Zealand Journal of Psychology

[2] UNICEF (2021)Uncertain Pathways: How gender shapes the experiences of children on the move

[3] Moskal M & Tyrrell N (2016) ‘Family migration decision-making, step-migration and separation: children’s experiences in European migrant worker families’, Children’s Geographies, 14(4), 453-467

[4] Save the Children (2022) Wherever we go, someone does us harm: Violence against refugee and migrant children arriving in Europe through the Balkans

[5] Save the Children (2019) Struggling to survive: Unaccompanied and separated children travelling the Balkans route

[6] Red Cross Red Crescent Global Migration Lab(2022) Migrants’ perspectives: Building Trust in humanitarian action

تنزيل الصفحة
تبرعاشترك