من سوريا إلى البرازيل

المصاعب التي تواجه السوريين في دخول الاتحاد الأوروبي هي بالضبط ما جعل البرازيل تفتح أبوابها لهم.

أقل من نصف السوريين من طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي يحصلون على صفة اللاجئ. يقابل ذلك اعتراف البرازيل عام 2014 بجميع السوريين بالبالغ عددهم 1405 ممن تقدموا بطلبات اللجوء في البرازيل. وفي أغسطس/آب 2015، استقبلت البرازيل 2077 لاجئاً سورياً في بلادها. ويعود الفضل في تسريع عملية الاعتراف بصفة اللجوء لهؤلاء اللاجئين ووصول نسبة الأهلية لذلك إلى 100% وتخفيض الإجراءات البيروقراطية أمام السوريين للحصول على تأشيرة الدخول لتقديم طلب اللجوء في البرازيل إلى القرار التشريعي رقم 17 الذي أصدرته الحكومة البرازيلية في 20 سبتمبر/أيلول 2013 وينص على ما يلي:

المادة 1: يجوز إصدار تأشيرة الدخول المناسبة على أسس إنسانية....للأفراد المتأثرين بالنِّزاع المسلَّح في الجمهورية العربية السورية ممن يرغبون باللجوء إلى البرازيل...ولأغراض هذا القرار، تُعدُّ أسباباً إنسانية تلك الأسباب الناتجة عن تدهور الوضع المعيشي للناس على الأراضي السورية أو في المناطق الحدودية معها نتيجة النِّزاع المسلَّح الدائر في الجمهورية العربية السورية.[1]

وقد تنامت مشاركة البرازيل في قضايا اللاجئين في السنوات الأخيرة الماضية[2] والبرازيل طرف في الصكوك الدولية الرئيسية المعنية باللاجئين ولديها قانون خاص يضمن توفير الحماية الدولية.[3] وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع البرازيل بمنظومة عابرة للوزارات لمعالجة مسألة اللجوء تتمثل في مؤسسة المجلس الوطني للاجئين.[4]

قال اللاجئون السوريون الذين يعيشون في سان باولو إنَّ البرازيل هي الدولة الوحيدة التي تمنح تأشيرات الدخول حالياً للسوريين:

"لم أختر البرازيل بل البرازيل اختارتني." (لاجئ سوري، 27 عاماً)

"لقد كانت البرازيل الدولة الوحيدة التي قالت للاجئين "أهلاً وسهلاً بكم" في وقت قال فيه الآخرون "أخرجوا من هنا!" (لاجئة سورية، 33 عاماً).

وقال أحد اللاجئين السوريين أيضاً (28 عاماً):

"الذهاب إلى دول العالم المتقدم كأوروبا وأمريكا صعب للغاية ومكلف جداً وفي وضعي، لم يكن لدي كثير من المال. وفي هذا الوقت، فتحت البرازيل أبوابها للسوريين وسمحت لهم التوجه إليها جواً."

وأضاف قائلاً:

"في السفارة البرازيلية في الأردن، أخبروني إنَّ كل ما سأحصل عليه من الحكومة البرازيلية إذا اخترت السفر إلى هناك الوثائق فقط فلن تمنحني العمل ولا السكن ولا المال كما تفعل أوروبا. كل ما سيعطونني إياه هو الصفة القانونية. فإذا أردت الذهاب اذهب. وهكذا جئت إلى هنا....الناس لا يطمحون بأكثر من مكان آمن بعيداً عن الحرب، إنهم لا يريدون أكثر من الشعور بالسلامة والأمن."

وفي سبتمبر/أيلول 2015، وافقت البرازيل على تمديد مدة القرار التشريعي رقم 17 لسنتين أخريتين.

 

ماريليا كاليغاريcalegari@nepo.unicamp.br

حاصلة على درجة الماجستير في علم السكان وتحضر لنيل درجة الدكتوراه، جامعة كامبيناس، البرازيل.

روزانا بينينغر baeninger@nepo.unicamp.br

بروفيسورة في علم السكان وعلم الاجتماع، جامعة كامبيناس، البرازيل.

www.unicamp.br/unicamp/?language=en



[1] القرار التشريعي رقم 17 بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 2013

www.jusbrasil.com.br/diarios/59458269/dou-secao-1-24-09-2013-pg-29 (ترجمة غير رسمية)

[2] انظر الموضوع المصغَّر حول البرازيل في العدد 35 من نشرة الهجرة القسرية

www.fmreview.org/ar/disability

[3]  القانون رقم 9474/1997

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.