حياةٌ عُجَاب: زميلتنا باربارا هاريل-بوند

لمَّا كان في أسبوع اللاجئين سنة 2018، عرض مركز دراسات اللاجئين فِلْماً جديداً اسمه حياةٌ عُجَاب. ويصوِّر الفِلمُ حياة امرأة وُلِدَت في بلدة نائية بساوث داكوتا في الولايات المتحدة أيامَ كان الكساد الكبير. ويتتبَّعُ سيرتها من أول ارتباط لها بحركة الحقوق المدينة في آخر الخمسينيات حتَّى انتقالها إلى المملكة المتحدة في الستينيات حيث درست علم الإنسان الاجتماعي في جامعة أكسفورد، ثم أسفارها في إفريقيا حيث أجرت أكثر بحوثها الأكاديمية. وكان ما خَبِرتْه بنفسها في مخيَّمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر سنة 1980 والأزمة الإنسانية في السودان سنة 1982 أدَّى بها إلى تأسيس مركز دراسات اللاجئين في أكسفورد.

تلك المرأة لا ريبَ هي باربارا هاريل-بوند، النائلة لوسام الإمبراطورية البريطانية، والبروفيسورة الفخرية، ومؤسِّسَةُ مركز دراسات اللاجئين، وزميلتنا.

كانت رائدة دراسات اللاجئين في ميدان اختصاصها إلى الدرجة التي انعكست على رفد المِنَح والبحوث العلمية المفيدة في تمكين اللاجئين من طريق رفدهم بالقدرة على التشارك البنَّاء في السياسات والممارسات. ولقد أضاف استقلال مركز دراسات اللاجئين من المنظمات الإنسانية، مع مكانة الجامعة، إلى فوق قوة تحليلها قوةً ذات شأنٍ. وفضلاً على آفاق باربارا في الأوساط الأكاديميَّة، فقد كافحت في حياتها من أوَّلها إلى آخرها عن حقوق اللاجئين وعن إبقائهم محورَ التدخلات الإنسانية وعن سماع أصواتهم وبذلك بثُّ القوة الفاعلة فيهم. حتَّى إنَّ هذه المسائل يُسمَع بها اليومَ أكثر بكثير من الأمس، ونحن في عصرٍ يزيد فيه تآكل ملاوذ اللاجئين كما يأكل الصدأ الحديد ويزيد انتهاك حقوق الإنسان.

وإذ قد مُنِحَ كلُّ أحدٍ منَّا امتياز منصب المدير في مركز دراسات اللاجئين، فقد كان صعباً مع ذلك السير في أثر امرأة من مثل باربارا. فما زال الزملاء يتحدَّثون عن طاقتها التي لا تَفْتُر وعن تأمُّلها أن يعمل الجميع قَدْرَ الساعات التي انفقتها في العمل، وعن اعتقادها الراسخ بأنَّه لا ينبغي أن يقف شيء في طريق توفير المال من أجل البحوث الأكاديمية وقنوات النشر -مثل نشرة الهجرة القسرية- التي يُحتاجُ إليها في دعم توسيع الإدراك في شؤون حقوق اللاجئين، وعن مواجهتها الصريحة المؤسسات والأفراد الذين يمسكون زمام السلطة. وما يَرِدُ من مقالات فيما يلي بقسم التأبين هذا يُبيِّن ذكرنا وجوانبَ كثيرة أخرى من حياة باربارا وعملها. ونأمل أن تُلقِيَ هذه المقالات في روع القارئ الإدراك والاحترام والتصميم على الاستمرار في العمل لحقوق اللاجئين، وربما يتبسَّم قليلاً تبسُّماً فيه مرارة في النفس.

وقد حضرت باربارا على اشتداد مرضها عرض الفِلْمِ في شهر يونيو/حزيران سنة 2018. وتُوُفِّيَت بعد ثلاثة أسابيع. وإنَّا إذ أدرنا مركزاً هي مُؤسِّسَته لَمُعتزُّون.

ماثيو جِبْني (بروفيسور برتبة إليزابيث كولسون في السياسة والهجرة والمدير الخاليُّ لمركز دراسات اللاجئين)، ونور الضحى الشطِّي (بروفيسورة فخرية في علم الإنسان والهجرة القسرية)، وروجير زيتر (بروفيسور فخري في دراسات اللاجئين).

 

انظر أيضاً  www.theguardian.com/world/2018/jul/30/barbara-harrell-bond-obituary

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.