بتوجيهات من المبادئ الإنسانية

تقدم الكاريتاس لوكسمبورغ من خلال العمل مع اللاجئين، والنَّازحين داخلياً و المهاجري في كولومبيا، ولبنان ولوكسمبورغ بعض أمثلة الطرق التي قد تصبح فيها المنظمات القائمة على العقيدة أوفر حظاً أو أقل حظاً بحكم اعتمادها على العقيدة، وتوضح الأمثلة أيضاً ضرورة تمسك تلك المنظمات بالمعايير الدولية.

الكاريتاس لوكسمبورغ عضو في الشبكة الدولية لمنظمة الكاريتاس الدولية وتعمل بإلهام من التعاليم الكاثوليكي الاجتماعي. وتعدُّ المنظمة نفسها منظمة نابذة للتمييز وملتزمة بالمبادئ الإنسانية الدولية وتحترم الثقافة والتقاليد. ويقوم التعاون بين الكاريتاس لوكسمبورغ والمانح الرئيسي للممول لنشاطاتها وزارة لوكسمبورغ للشؤون الخارجية والأوروبية على إدراك أنَّ الكاريتاس لوكسمبورغ ومنظماتها الشريكة حول العالم هي منظمات مهنية لا تهدف للربح تحترم المعايير الإنسانية ولن تستخدم الموارد البشرية والمالية في التبشير من أي نوع كان. ويبدي شركاء الكاريتاس لوكسمبورغ التزاماتهم التعاقدية في احترام المبادئ والمعايير الإنسانية كما تستثمر الكاريتاس لوكسمبورغ جهوداً لا يُستهان بها في رصد أداء شركائها في مختلف المجالات.

وتعمل الكاريتاس لوكسمبورغ في لبنان وكولومبيا ومن خلال مجموعات الكاريتاس الوطنية وغيرها من الشركاء المحليين وتساعد على ترسيخها في السياق المحلي. وقدمت شريكتها الكاريتاس لبنان المساعدة لآلاف من الناس خلال الحرب الأهلية بغض النظر عن ديانتهم، ويؤكد دعمها الحالي للاجئين السوريين على نزاهة موقفها التنظيمي. وفي كولومبيا، نشطت المنظمة الشريكة الكاريتاس كولومبيا للخدمات الاجتماعية الرعوية في مجالات التضامن وبناء السلام وعمل المناصرة منذ عام 1956 وساعدت الناس ممن هُجرواً في الداخل إثر النزاع المسلَّح، ويُنظر إلى منظمة الكاريتاس كولومبيا للخدمات الاجتماعية الرعوية محلياً على أنها منظمة حيادية سياساً وتنفذ عمل المناصرة نيابة عن الأشخاص الأكثر استضعافاً وتدفع نحو مساءلة الحكومة.

وفي بعض الأحيان، يُمثِّل ارتباط الكاريتاس بالدين نقطة في مصلحتها. ففي لبنان، نادراً ما يحتاج العمال المنزليون المهاجرون إلى إذن لمغادرة أمكان عملهم. ومع ذلك، في بلد يتجذر فيه الدين، غالباً ما يقدم أصحاب العمل استثناءً لموظفيهم للسماح لهم بممارسة شعائرهم. ومن هنا يستطيع عمال المنازل المهاجرون المُسَاءُ معاملتهم الوصول إلى الكاريتاس من خلال الخدمات الرعوية وهي آلية لا تتوافر كثيراً للمنظمات التي ليس لها أي خلفية مهنية. 

وفي كولومبيا، شارك مؤتمر الأساقفة الكولومبيون في عمليات التفاوض والوساطة نحو إبرام اتفاق للسلام وتولى عدة أدوار من المراقب إلى الوسيط وأكد دائماً في الوقت نفسه على أهمية الحوار والمصالحة والتصدي لحالات عدم التكافوء الاجتماعي-الاقتصادي المتجذرة في النِّزاع. وتمكنت الكنسية أيضاً من بناء درجة من الثقة مع مختلف أطراف النِّزاع المسلَّح، وتكرر استخدام هذا الموقع المميز في تيسير الحوار بي الأطراف والوصول إلى الضحايا ومنع اندلاع مزيد من العنف.

المهنية أولاً

للتعامل مع الجوانب السلبية المحتملة لجذور الكاريتاس الكاثوليكية، بذلت المنظمة جهداً لا يوصف عبر السنين لإثبات أنها تُعلِي المهنية أولاً قبل اي شيء آخر وذلك بترجمة بيان رسالتها واقعاً عملياً وهي "مساعدتنا تصل إلى جميع الناس في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الديانة والجنس والولادة والآراء والولاء والعمر واللغة أو اي وضع آخر." وفي لبنان، تشير الأدلة إلى أنَّ مهنية المنظمة وشمل المسلمين إضافة إلى المسيحيين في كوادرها العاملة والمتطوعة أدت إلى ربط اسم الكاريتاس في أذهان الناس بالمساعدات وليس بالديانة.

وتدعم الكاريتاس لوكسمبورغ مئات المهاجرين، وطالي اللجوء و اللاجئين في لوكسمبورغ نفسها علماً أنَّ بعضهم يبحثون على وجه الخصوص على  المساعدات من الكاريتاس لوكسمبورغ نظراً لأنَّها منظمة كاثوليكية. وتتسم الشريحة القادمة بتنوع في الخلفيات الدينية المختلطة ولا شك أنَّ لذلك أثر في اختلاف التوقعات حول ما يجب أن تقدمه المنظمات القائمة على العقيدة وتنوع الخبرات معها وهذا الأمر قد يضيف اللون الحيوي للرؤية التي رسمتها الكاريتاس. ويعي الموظفون أنَّ بعض المهاجرين قد يتجنبون التقرب من الكاريتاس للحصول على المساعدة لخوف غير مسوَّغ له من أنَّ الاخيار قد يكون مبنياً على معايير التنازل. ومن خلال المعرفة بهذه المصاعب وحالات سوء الفهم تلك، يعمل الموظفون على طمأنة المهاجرين بأنَّهم لن يخضعوا تحت أي ظرف كان إلى الاختيار أو الرفض على أساس دياناتهم. وتُوزَّع المعلومات المتعلقة بخدمات الكاريتاس لوكسمبورغ ليس على الشبكات المحددة بالعقائد فحسب بل من خلال شبكات التواصل المهنية أيضاً والمنظمات الشريكة ودوائر الحكومة والشرطة. أما الإقامة المؤقتة التي تديرها الكاريتاس لوكسمبورغ لمصلحة طالبي اللجوء فهي مصممة تحديداً بحيث تكون مساحة متعددة ثقافاتها لا تسمح بنشاطات التبشير.

وللمشاعر الروحية والعقيدة الدينية أثر إلهامي أساسي إذ يمثلان البوصلة والحافز للمنظمات القائمة على العقيدة التي تمتلك كثيراً من المزايا النسبية عند العمل مع المهاجرين، لكنها في الوقت نفسه يجب أن تمارس سياسة عدم التسامح إزاء نشاطات التبشير أو التمييز وعليها أن لا تضحي بأي وقت كان بالمبادئ الإنسانية.

 

أندرياس فوغت Andreas.VOGT@caritas.lu رئيس قسم التعاون الدولي، وصوفي كولسيل Sophie.COLSELL@caritas.lu مساعدة المشروعات في قسم التعاون الدولي في منظمة الكاريتاس لوكسمبورغ. www.caritas.lu

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.