أهمية الاستشارة القانونية

 في كل مرحلة من مراحل عملية إعادة التوطين، قد يمثل حضور المستشارين القانونيين عاملاً مساعداً للاجئين في عرض قضاياهم كاملة بطريقة فعالة متجنبين تعرض طلباتهم للرفض المستمر. ويفيد ذلك أيضاً صانعي القرار على حد سواء.

يقع المستشارون القانونيون على وجه الخصوص في موقع مناسب لتجميع القصة السردية للاجئ والأسباب الموجبة لقبول قضيته وإثبات أحقية هذا الفرد في خطط إعادة التوطين. وفي كل مرحلة من مراحل عملية إعادة التوطين، يمكن للمستشارين القانونيين أن يقدموا المساعدة والاستشارة القانونية لأفراد اللاجئين حول كيفية عرض قصصهم السردية بوضوح وذلك يفيد الموظفين المسؤولين سواء أكانوا من الأمم المتحدة أم من دول إعادة التوطين في اتخاذ قرارتهم حول قضايا اللاجئين. ويمكن لهؤلاء المستشارين أيضاً أن يوفروا المعلومات اللازمة حول الطرق الكفيلة بتحسين عملية معالجة طلبات اللاجئين.

وتتضح فوائد المساعدة القانونية في تحديد صفة اللاجئ وهي الخطوة الأولى التي تُنَفَذُّ في بداية عملية إعادة التوطين إذ بمقدور مستشاري اللاجئين أن يعملوا في مجتمعات اللاجئين وأن يبنوا جسور الثقة مع اللاجئين المستضعفين ويشجعونهم على الإفصاح عن قصصهم ومطالبهم كاملة مُسبَّقاً قبل دخولها إلى مرحلة التقاضي.

وإذا ما تقدمت القضية خطوة إلى الأمام نحو الاعتراف بالشخص من أجل إعادة التوطين، يمكن للمستشارين هنا أن يمثلوا دوراً آخر مساعداً للاجئين في تجميع المستندات المؤيدة والبيّنات والمعلومات الخاصة ببلدهم الأصلي. وكذلك في مرحلة التقاضي، يمكن لهؤلاء المستشارين القانونيين أن يساعدوا اللاجئين على فهم المعلومات والوثائق التي تطلبها جهات التقاضي من أجل أن تفصل في قضاياهم، وذلك يقود إلى تحسين كفاءة معالجة هذه الطلبات. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستشارين القانونيين أن يقدموا المشورة للاجئين حول المدد الزمنية والخطوات المستقبلية. ومن جانب آخر، سوف تستفيد جهات التقاضي من المساعدين القانونيين، نظراً لدورهم في توفير التحديثات للاجئين الذين يفتقرون إلى فهم واضح عما يمكن توقعه من معلومات أو خطوات إجرائية في النظر بطلباتهم. وبتوفير المساعدة القانونية المهنية، يمكن للمستشارين أيضاً أن يحدوا من عدد الأشخاص الذين يستغلون اللاجئين أو يسيئون إرشادهم في طلباتهم.

 وأخيراً، يمكن للمستشار أن يوفر المشورة القانونية والتأكيدات الشخصية للاجئين فعندما يعرف اللاجئ ما الذي يتوقعه ستخف وطأة الصدمة النفسية عليه. وهناك أيضاً اللاجئون شديدو الاستضعاف ممن لا يستطيعون الوصول إلى مكاتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إما لأسباب صحية كبيرة أو لأسباب تتعلق بالسلامة، ومن هنا يمكن للمستشارين القانونيين النشطين في مجتمعات اللاجئين أن يحددوا هذه القضايا ويحيلوها للدراسة في إعادة التوطين.

 وقد تتضمن عمليات إعادة التوطين التي تطبقها الدولة بعض التحليلات القانونية المعقدة، وهنا تتمثل الأهمية المحورية للمشورة القانونية بالنسبة للاجئين شديدي الاستضعاف خاصةً إذا ما طُلِبَ إليهم حضور المقابلات الشخصية. وإذا ما رُفِضَ طلب الفرد، فعندها ستكون الاستشارة القانونية في غاية الأهمية ليتمكن اللاجئ على ضوئها من إعداد الطعونات في المحكمة وتكييف الوقائع على مجموعة من المعايير القانونية وتقديم الأدلة والبيّنات والحجج لدعم مصداقيته.

 بيتسي فيشر bfisher@refugeerights.org

مديرة السياسات، مشروع مساعدة اللاجئين الدولي، مركز العدالة الحضرية  www.refugeerights.org

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.