هل من ربيع اللجوء في ليبيا الجديدة؟

بعد نصف قرن تقريباً من الحكم الشمولي والانعزال، أضحت ليبيا عرضة لأن ترث عن نظام الحكم السابق الإخفاقات في مجال حقوق الإنسان في الحقوق الدولية للمهاجرين على العموم وحقوق اللاجئين على وجه الخصوص. فقد كانت تلك الحقوق مهملة إهمالاً كاملاً بل غالباً ما كانت تتعرض للانتهاكات أثناء حكم القذافي. وقد كشفت أحداث عام 2011 عدداً من القضايا التي لا تحتمل التجاهل ومن بينها أزمة النزوح التي تتطلب استجابات عادلة ومستدامة بشأنها.

لقد أبرزت الظروف الحاجة الملحة للتعامل مع حقوق الإنسان للنازحين ومع النزوح الداخلي في أفواج الهجرة المختلطة التي تدفقت عبر شمال أفريقيا. وقد حددت هذه القضايا جدول أعمال ورشة عمل مشتركة دامت يومين كاملين نظمتها مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين وجامعة طرابلس في بداية شهر أيار/ مايو2012 وقد استقطبت تلك الورشة طلاباً وأكاديميين بالإضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الدولية والمجتمع الدبلوماسي.

وبالنسبة لمفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، شكَّلت ورشة العمل أول فعالية عامة تنظمها في ليبيا منذ عودتها بعد الثورة، أما بالنسبة لجامعة طرابلس فقد كانت ورشة العمل تلك من ضمن أولى الفرص التي أتيحت لها لتمكين الحوار المنفتح مع مجموعة كبيرة من المتحدثين داخلياً وخارجياً على حد سواء.

وأثناء ورشة العمل، ركزت مداخلات المشاركين المحليين على التعقيدات التي تتسم بها التحديات التي تواجه ليبيا الجديدة إزاء تلبيتها واستجابتها لالتزاماتها الدولية من جهة ومواءمة تلك الاستجابات مع الأولويات الوطنية من جهة أخرى. وفي الوقت نفسه، أبدى المشاركون أيضاً بوادر الانفتاح بشأن الاعتراف بأهمية الحماية الدولية ودور ليبيا في هذا المجال. أما الطلاب المشاركون فقد أبدوا اهتماماً بالإسهام في بناء فضاء حقيقي للجوء في ليبيا وتصميم السياسات العادلة وتنفيذها نحوَ حل أزمة النزوح الداخلي .

وفي حين أن ورشة العمل كشفت النقاب عن عدد من المفهومات الخاطئة فقد بينت في الوقت نفسه وجود حماس كبير جداً لمعالجة تلك القضايا متعددة الجوانب ضمن الإطار العام لحقوق الانسان وهذه المشكلات تتطلب حلولاً محلية بدعم خارجي وفقاً للمعايير الدولية المدروسة.

أما مركز دراسات اللاجئين الذي مثلناه في ورشة العمل فقد قدم التزاماً بالتعاون مع جامعة طرابلس وبالشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين وسيصمم برنامج مشترك للنشاطات بهدف الترويج لثقافة حقوق الانسان والبحوث في هذا المجال في ليبيا الجديدة .

 

جان فرانسوا ديوريو (jean-francois.durieux@qeh.ox.ac.uk) محاضر في حقوق الإنسان الدولية وقانون اللجوء في مركز دراسات اللاجئين.

فيوليتا مورينو لاكس (violeta.morenolax@qeh.ox.ac.uk) محاضرة في القانون في كلية سانت هيلدا وفي كلية الحقوق وهي أستاذة زميلة زائرة في مركز دراسات اللاجئين في جامعة أكسفورد.

مارينا شارب (marina.sharpe@law.ox.ac.uk) مرشحة لنيل درجة الدكتوراه في كلية الحقوق في جامعة أكسفورد.

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.