شمولية المنظور

تعد مناصرة حقوق الإنسان وكرامة المهاجرين والأشخاص المُهجَّرين من أهم تحديات هذا القرن. فقضايا الهجرة معقدة ومتعددة في جوانبها، وتتسبب في ظاهرة لا يقل حجمها عن العولمة في القطاعات الاقتصادية والسياسية والثقافية إلى درجة لا يُستهان بها. وتساهم انتهاكات حقوق الإنسان والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية المتزايدة والتدهور البيئي في هذه الموجة غير المسبوقة في التنقل الإنساني.

ويتولد عن الأزمات المعقدة التي أثارتها الأسباب البشرية و/ أو الإنسانية في تخبط التنقلات القسرية السائدة للأشخاص، إما داخلياً أو عبر الحدود، ولا يجعل ما سبق بعض السكان مستضعفين بصورة كبيرة فحسب، بل إن لذلك أيضاً مضمونات دائمة على المجتمعات والاقتصادات والتنمية والبيئات والأمن والحوكمة. وهناك اعتراف متنام بأن الفئات القانونية الحالية للأشخاص المتأثرين بالكوارث، كاللاجئين أو النازحين داخلياً، لا يتفهمون بشكل كامل الظروف المختلفة للأشخاص في أوضاع الأزمات والسبل المتعددة التي ينتهجها الأشخاص للفرار من تلك الأوضاع كما أنهم لا يتفهمون اختلاف طبيعة الظروف بمرور الوقت.

فعلى سبيل المثال، قد تعجز التوجهات المركّزة فقط على الأشخاص المُهجَّرين في توضيح الحقائق الأخرى مثل الاستضعاف المتزايد للأشخاص غير القادرين على الهجرة في أوقات الأزمات والآخرين العالقين بالظروف الخطيرة. ويمكن لوضع التنقل المتعلق بالأزمات في سياق أوسع أن يلقي الضوء على العوامل الهيكلية الكامنة التي تقرر سلوكيات هجرة الأشخاص قبل وخلال وبعد الأزمات، مع تعزيز الأساليب الفعالة لحماية ومساعدة الأشخاص المتأثرين وضمان حقوقهم الإنسانية. وتظهر الأحداث الواقعة في شمال أفريقيا، خاصة الأزمة الليبية، الحاجة والقيمة المضافة للنظر إلى الأزمات من وجهة نظر التنقل، أي ما نطلق عليه في منظمة الهجرة الدولية "أزمة الهجرة".

واستكمالاً لأطر عمل الاستعدادية والاستجابة وصور التعافي الإنسانية الخاصة بالأزمات المقعدة، يتناول منهج إدارة الهجرة جميع المراحل المتعلقة بالاستجابة للكوارث من وجهة نظر التنقل البشري. ويتعلق أحد أهم التحديات الباقية بتنسيق الدول بين بعضهم ومع المؤسسات التي تملك التفويض والبنية للاستجابة لهذه الكوارث. وتأخذ منظمة الهجرة الدولية بزمام القيادة في مراجعة الأنظمة والآليات التشغيلية لتحسين الاستعدادية والاستجابة لأزمات الهجرة.

 

ويليام ليسي سوينغ هو المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية www.iom.int. ولمزيد من المعلومات حول المنظمة، يُرجى الاتصال بجان فيليب تشاوزي pchauzy@iom.int.

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.