نَحوَ صناعة برامج يقودها المستفيدون في الأردن

رغم التركيز الإنساني الواضح في معالجة شواغل الحماية للمهجَّرين السوريين في الأردن، كان تأثير المستفيدين إلى هذا اليوم محدوداً في كثير من برامج الحماية على شكل استجابة الحماية.

من أمثلة إخفاق استجابة الحماية في إشراك المستفيدين إشراكاً كافياً تركيز الفاعلين الإنسانيين على ظاهرة زواج الأطفال ضمن المهجَّرين السوريين علماً أنَّ الأدلة المتاحة تشير إلى أنَّ زواج الأطفال لم ترتفع معدلاته نتيجة للتَّهجير[i]، ومع ذلك، أدى تركيز وسائل الإعلام على هذه الظاهرة إلى التأثير على الجهات الفاعلة في مجال الحماية الإنسانية المستجيبة للأزمة كما أثر على الجهات الدولية المانحة.

وفي حين أنَّه من الأمور المسلم بها عالمياً أنَّ زواج الأطفال له آثار مدمرة على رفاه القاصرين والقاصرات المزوَّجين، ما زال كثير من السوريين يعتقدون أنَّ هذه الممارسة الشائعة مقبولة لضمان مستقبل آمن للإناث من أطفالهم على وجه الخصوص. ومع أنَّ رفع الوعي حول موضوعات من قبيل زواج الأطفال مهم بحد ذاته، يبقى على الهيئات الإنسانية أن تضمن بناء استجابة الحماية المباشرة على أساس أولويات المجتمع المحلي وعلى فهم الحاجات الملحة والسياق والثقافة التي تتسم بها الفئات السكانية واحترام الهيئات الإنسانية لذلك.

وعند استشارة اللاجئات السوريات، قلن إنَّ تدخلات الحماية التي يرغبن فيها أكثر من أي شيء آخر تمثلت في برامج محو الأمية. فقد شعرت تلك النسوة بأنَّ التمتع بالثقة والقدرة على قراءة لافتات المحلات التجارية وعقود الإيجار ووثائق التعريف الشخصية المتعلقة بأوضاعهن في الأردن كانت المساعدة الحمائية التي تصورن أنها ذات أكبر قيمة لهن.

 

سنيد مكغراث sineadmarymcgrath@gmail.com مدير البرامج في اللجنة الكاثوليكية الدولية للهجرة في الأردن www.icmc.net

الآراء الواردة في هذه المثالة تعكس آراء الكاتب ولا تعبِّر بالضرورة عن آراء اللجنة الكاثوليكية الدولية للهجرة.

 



[i] العنف القائمة على الجندر وحماية الأطفال ضمن اللاجئين السوريين في الأردن مع التركيز على الزواج المبكر، تقييم مشترك بين الهيئات، هيئة الأمم المتحدة للمرأة

(Gender-based Violence and Child Protection among Syrian refugees in Jordan, with a focus on Early Marriage)

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.