دور المجتمع المدني في هونغ كونغ

بمقدور المنظمات المحلية أن تساعد كثيراً في توفير الخدمات وفي جهود الدمج والمناصرة.

في هونغ كونغ، تستغرق عملية النظر في طلب اللجوء سنوات عدة وخلالها لا يسمح لطالبي اللجوء بالعمل لإعالة أنفسهم ولا يتلقون إلا القليل من المساعدات من الدولة. ومقارنة بالمستوى العالمي، تسجل هونغ كونغ أفل معدل للاعتراف باللاجئين إذ تصل إلى 0.7%. وحتى عندما يحصل الأفراد على صفة اللجوء، فلا يُمنَحون حق الإقامة في هونغ كونغ بل يحالون إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل إعادة توطينهم في بلد ثالثة.

واعتاد معظم طالبي اللجوء على تلقي مساعدة شهرية من الدولة تبلغ ألف دولار هونغ كونغي (128 دولاراً أمريكياً) لتغطية أجور السكن، وتدفع مباشرة إلى الحساب المصرفي لصاحب العقار المؤجر، وبمقدورهم أيضاً تلقي المعونة الغذائية كل عشرة أيام من المتاجر المختارة وتصل قيمتها إلى 300 دولار هونغ كونغي. لكنَّ ارتفاع بدل الإيجار في هونغ كونغ، جعل من الصعب على طالبي اللجوء العثور حتى على غرفة صغيرة في حدود المبلغ الذي توفره لهم الدولة وآل الحال ببعض طالبي اللجوء إلى العيش في الشوارع أو في أكواخ دون المستوى في المناطق النائية من الأقاليم الجديدة.

واستجابة لذلك، أسست كنيسة فاين وغيرها من الكنائس الكبيرة شبكة الدعم لمساعدة طالبي اللجوء من خلال إضافة مبلغ على قيمة المساعدات التي تقدمها الحكومة إلى الحد الذي يمكنِّهم من استئجار غرفة صغيرة في المدينة. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت بعض الكنائس في رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع المحلي بشأن التَّحديات التي تواجه اللاجئين وطالبي اللجوء والفوائد والمزايا التي يمكن أن تحققها لهم.

ولمواجهة التنميط الإعلامي، نظمت الكنائس ترتيبات لتمكين مجموعات من اللاجئين وطالبي اللجوء من زيارة المدارس والكنائس المحلية، والمنظمات المجتمعية للتشارك في التحديات التي واجهوها والمهارات التي يمتلكوها أيضاً. فعلى سبيل المثال، شارك فريق من قارعي الطبول والراقصين الإفريقيين مهاراتهم مع مجموعات متنوعة من الشباب في هونغ كونغ وفي الوقت نفسه ساهم أحد طالبي اللجوء من ذوي المهارات الزراعية في دعم إنتاج المحاصيل للاستهلاك المحلي. وكان لهذه المبادرات أثر في تفكيك القوالب النمطية فأظهرت أنَّ اللاجئين يرغبون في المشاركة الإيجابية والبنَّاءة في المجتمع.

وكان اللاجئون سفراء أنفسهم، وأخذت برامج التوعية التي أطلقناها تغير تدريجياً وجهات نظر السكان المحليين تجاه اللاجئين وانضم بعض السكان المحليين إلى الحملات العامة لمطالبة الحكومة بإنشاء نظام رفاه أفضل للاجئين. وبالإضافة إلى ما قدمناه من تواصل وتوعية في المجتمع المحلي، كتبت أيضاً الكنائس والمنظمات غير الحكومية في هونغ كونغ خطابات إلى الحكومة وشاركت في الاحتجاجات التي نظمها اللاجئون في الشوارع لحث الحكومة على تقديم المساعدة القانونية للاجئين. وكل هذه الحملات التي تمارسها قطاعات المجتمع المختلفة ضد الحكومة تساهم في الضغط على الحكومة من أجل تحسين سياساتها تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء.

ورغم ما تميزت به هذه الممارسات من بطء فقد حققت تحسناً ملحوظاً إلى حد ما فقد عملت الحكومة على زيادة المساعدات التي تقدمها بشأن بدل الإيجار الشهري إلى 1500 دولارات هونغ كونغية والمساعدات الغذائية إلى 1200 دولار هونغ كونغي شهرياً تقدمها الحكومة إلى اللاجئين في صورة بطاقة غذائية يستطيع اللاجئون استخدامها في جميع أنحاء المدينة.

وسيستمر المجتمع المدني في هونغ كونغ في اضطلاعه بدوره الحيوي في مساعدة اللاجئين على الاندماج، وكسب الرزق، ومشاركة مواهبهم ومهاراتهم من أجل أن يتمكنوا من التخطيط لمستقبلهم والعيش بكرامة.

 

روي إنجوابي njuabe.roy@gmail.com

 مدير البرامج، منظمة فاين لخدمات المجتمع المحدودة www.vcsl.org

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.