دور الثقافة في التوجيه

يسعى الأطفال اللاجئون والمهاجرون سعياً حثيثاً إلى اعتناق الثقافة الأمريكية وغالباً ما يكون ذلك لتجنب تعرضهم للتهكم وللتخلص من مشاعر عدم الانتماء. لكن اليافعين ما إذ يعودون إلى البيت حتى يتعرضون في أغلب الأحيان إلى توبيخ آبائهم وأمهاتهم على أساس أنهم يبالغون في تقليد الأمريكيين، فالعائلات القادمة حديثاً تخشى أن يصبح أولادها جزءاً من المجتمع الجديد بسرعة كبيرة تجعلهم ينسون إرثهم الثقافي أو يلقونه وراء ظهورهم. ولا غرابة في أنَّ اليافعين اللاجئين والمهاجرين يشعرون أنه لا أحد يفهم ما يمرون به أثناء تنقلهم بين الثقافات المختلفة ومحاولاتهم تحديد مسار حياتهم الشخصية وهوياتهم ومصائرهم.

وقد أقامت شركة التواصل بين الثقافات Cultural Connect, Inc. برنامج "توجيه الوسطاء الثقافيين" الذي يعمل على جمع اليافعين اللاجئين والمهاجرين بموجِّهين من الجيل الأول أو الثاني للاجئين أو المهاجرين الذين ينتمون إلى ثقافة اليافعين المستهدفين (أو ما يشابهها) والذين يتكلمون لغة اليافعين الأم. وكان هؤلاء الموجهون قد واجهوا بالفعل كثيراً من العقبات ذاتها التي يواجهها اليافعون اللاجئون والمهاجرون الآن. والأهم من ذلك أنَّ البالغين يمثلون نموذجاً حيَّاً لجيل اليافعين يثبت وجود طرق لإقامة الجسور الناجحة بين ثقافتين مختلفتين ظاهرياً. كما يمثل موجِّه "الوسطاء الثقافيين" دوراً مهماً نظراً لقدرته على التواصل مع أولياء الأمور بلغتهم الأم. وهذا الأمر لا يريح أولياء الأمور فحسب بل إنه يقدم فرصة لمساعدتهم على أن يكونوا أكثر راحة واتصالاً بموارد المجتمع الأكبر.

"أفهم معنى أن يكون لديك والدان لا يتحدثان اللغة الإنجليزية ولا يشعران بالراحة مع الآخرين الذين لا يتشاركون معهم بالثقافة واللغة. أما الآن وقد أصبحتُ بالغة فإنني أتفهم الهواجس الاجتماعية التي ألمت بوالديَّ نتيجة العيش في بلد أجنبية غريبة. عندما كنت طفلة، كنت عالقة بين ثقافتين وأفهم أحاسيس الإحباط والحزن التي تشعر بها (ن) التي لا يسمح لها بفعل الأشياء التي يفعلها نظراؤها المراهقون في الولايات المتحدة الأمريكية.... ويمكنني إرشادها ومساعدتها على فهم الثقافة الأصلية التي تنمي إليها أمها". (موجِّهة من أمريكا اللاتينية)

 

بيرناديت لودفيغ (bludwig@gc.cuny.edu) مؤسِّسة مشاركة وعضو في مجلس إدارة شركة التواصل بين الثقافات Culture Connect, Inc. www.cultureconnectinc.org ومرشحة لنيل درجة الدكتوراه في مركز الدراسات العليا في جامعة ستي في نيويورك.

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.