يافع ومشرد

آخر موعد لاستلام المقالات: ١٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١١

لا تقتصر آثار التهجير على الهروب من الموقع فحسب، بل تطال مختلف جوانب الحياة أيضاً. فالتهجير يؤدي إلى تشرذم العائلات (وفي دوره غالباً ما يقود إلى تحميل السبان مسؤوليات جديدة)، كما تنفصم العلاقات الاجتماعية، وينقطع المسار التعليمي، وتتوقف القدرة على النفاذ إلى أماكن العبادة والدّفن والفضاءات الاجتماعية الأخرى. ومع كل ذلك تستمر الحياة، وبغض النظر عن وجهة النزوح سواء أكانت إلى المخيمات أم إلى بيئة حضرية غريبة، يجد المُهجَّر نفسه مضطراً للخوض في طرق جديدة لاستعادة ما فقده أو للبحث عن بدائل عنه.

وتختلف التجارب التي يعايشها المُهجَّرون باختلاف الفئات العمرية. وقد تكون فئة الشباب (نعني بهم الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين لحظة دخولهم سن المراهقة وأواخر العشرينيات) من أكثر الفئات تعرُّضاً من عدة نواحٍ إلى الضغوطات الناتجة عن التهجير والتشرذم الاجتماعي في الوقت الذي تواجه فيه تغيّرات حياتية، ومنعطفات مهمّة في حياتهم منها، وإيجاد العلاقات التي يقيمها البالغون وعلى سبيل المثال. وعدا عن ذلك، قد يخضع الشاب أو الشابة للضغط للانضمام إلى الجماعات المسلّحة.

أمّا المجتمع الذي تنتمي إليه هذه الفئة من اليافعين الذي اعتمدوا عليه في تدبير أمور حياتهم فربما فقد معناه بالنسبة لهم، وأصبحوا بذلك يعيشون في مجتمعات محلية أو "مضيفة" غالباً ما تفتقر إلى ما يجب تقديمه من دعم للشباب الذين يواجهون هذا الواقع الجديد. أمَّا المخيمات أو مراكز الإيواء الجماعي فهي لا تخلو من مخاطر السلوكات المضرّة أو الاستغلالية التي يرتكبها الآخرون بحق الشباب والتي يرتكبها الشباب أنفسهم على حد سواء، وبالتالي فهي بدائل تعجز عن توفير بيئة اجتماعية طبيعية، ناهيك عن تفشّي ظاهرة الاتجار بالبشر وما لها من آثار جسيمة على الشباب والشابات حتى ينتهي الأمر بكثير منهم إلى التعرض للاسترقاق أو الإساءة الجنسية.

ومن ناحية استجابة الجهات الخارجية لاحتياجات النازحين الشباب وحقوقهم، فنادراً ما تُعنى بالاحتياجات الاجتماعية للشباب في هذه المرحلة العمرية. فالمساعدات المتمثلة في الغذاء والإيواء وإمداد المياه والخدمات والمرافق الصحية عطفاً على وبرامج درِّ الدخل تلبي الاحتياجات المادّية لكنَّها لا تلبي احتياجات الشباب الأخرى ومن بينها الاحتياجات الاجتماعية كالسعي لاختيار الطريق المناسب للانتقال إلى مرحلة البلوغ.

من هنا، تدعو هيئة تحرير نشرة الهجرة القسرية الباحثين إلى المساهمة بمقالاتهم المبنية على الواقع العملي بحيث تعكس نطاقاً واسعاً من الآراء مع التركيز على التَّهجير القسري من خلال معالجة القضايا التالية على سبيل المثال:

  •  كيف يؤثِّر التَّهجير على العلاقات التقليدية فيما بين الأجيال وكذلك على التَّوجيه الاجتماعي؟

  • ما البدائل التي يجب على الشباب المُهجَّرين السعي إليها ليتمكنوا من الانتقال من مرحلة حياتية اجتماعية إلى أخرى وصولاً إلى مرحلة البلوغ، وكيف يمكن لكل ذلك أن يؤثر على الاستراتيجيات الحياتية التي يتَّبعونها؟

  • كيف يُؤثِّر النزوح على اكتساب الشباب للأعراف الاجتماعية والمجتمعية؟

  • ما الفرصة التي يتيحها النزوح للشباب لإحداث تغييرات في الأعراف الاجتماعية وعلاقات القوى الاجتماعية؟

  • ما الآثار التي يوقعها التَّهجير على الشباب في مجال قابلية الزواج وفرص الزواج والحمل بالنسبة للشابات؟

  • على أيّ نحو تتغير به العادات الجنسية بعد انهيار العلاقات الاجتماعية نتيجة النزوح؟

  • هل تؤدي مثل هذه التغيّرات الاجتماعية إلى تغيير مواقف الشباب إزاء "الحلول" الرئيسية للنزوح (كالعودة أو الاندماج أو إعادة التوطين)؟

  • إلى أي درجة تُهيمن فيها الأعراف الاجتماعية "للمجتمعات المضيفة" على النازحين الشباب، وما النتائج التي تترتب على الشباب ومجتمعاتهم الأصلية؟ وكيف يتفاعل النازحون الشباب مع مجتمعاتهم المحلية الجديدة؟

  • ما أثر الحياة في المخيم على سلوك الشباب؟ وكيف يمكن لاستراتيجيات إدارة المخيمات أن تكون أكثر مراعاة لاحتياجات أولئك الشباب؟

  • هل تأثير النزوح على الشباب من الرّيف أكبر من تأثيره على الشباب القادمين من المناطق الحضرية، وكيف؟

  • وكلما طال النزوح فترة أطول هل يطرأ أيّ تغيّر على التحديات التي يواجهها الشباب، مع تقدمهم في السن ومكوثهم في حالة من الشتات المؤقت بل المُطوَّل بعيداً عن "ديارهم"؟

  • ما هي الفروقات بين الجنسين في كيفية تحمل النزوح وفي الطريقة التي يُعاملون بها عند تدبيرهم لما يترتب على النزوح؟

  • كيف يمكن لبرامج المساعدة والحماية إفادة الشباب في التعامل مع اضطراب العلاقات الاجتماعية النَّاتج عن النزوح، وكيف يمكن رفع مستوى الاستشارة بالشباب أو تمثيلهم؟

آخر موعد لاستلام المقالات: ١٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١١

عدد كلمات المقال: لا يتجاوز ٢٥٠٠ كلمة

 نحرص على وجه الخصوص أن تعكس المقالات الخبرات والمعارف التي تتوافر عليها المجتمعات والأفراد والمتأثرة تأثراً مباشراً بالقضايا المذكورة آنفاً.

يرجى مراسلة هيئة التحرير على البريد الإلكتروني التالي fmr@qeh.ox.ac.uk في حال رغبتم المشاركة أو باقتراح زملاء لك أو ممثلين عن المجتمعات المحلية للمساهمة في هذا العدد. وكذلك، في حال استطعتم أن تضعون على اتصال بالنازحين الشباب ممن قد يكونوا مهتمين في المشاركة، يرجى التكرّم بإعلامنا بذلك عن طريق البريد الإلكتروني المذكور، وسيسعدنا مساعدة هؤلاء الأفراد على كتابة مقالاتهم.

إذا كنتم ترغبون المشاركة في هذا العدد، يرجى الاطلاع على دليل المساهمة قبل الشروع في كتابة المقالة.