Skip to content

لكل محور من المحاور التي تتناولها نشرة الهجرة القسرية أهمية خاصة، فكيفما لو تطرقنا إلى موضوع يرتبط فعليًا بالحياة والموت. بدأ العدد الخامس والسبعون من نشرة الهجرة القسرية كنبذة موجزة عن موضوع الإنقاذ، إلا أننا كلما تعمّقنا في هذا الموضوع كلّما توسّع نطاق تغطيته، ليمتدّ على كامل العدد الذي تجده/تجدينه أمامك اليوم. وكان الإقبال الضخم الذي شهدناه على طلب عرض المقالات – والذي شمل عرض أكبر عدد من المقالات في تاريخ النشرة – أكثر من تأكيدٍ على أن هذا الموضوع يستحقّ التعمّق فيه بشكلٍ أكبر.

تقدّم نشرة الهجرة القسرية مساحةً للتباحُث وتحفيز النقاشات وإلهام الحلول للمشاكل الصعبة. وتُعتبر المحاور التي يتناولها هذا العدد من النشرة مواضيع سياسية متنازعًا عليها أكثر من تلك التي سبق وغطّتها هذه الصفحات في السابق، ونحن على دراية بأن النقاشات بشأنها قد تصبح مشحونةً ومستقطبة. ولقد سعينا إلى نشر مقالاتٍ تنظر في مدى تعقيد هذه المسائل كما في الإنسانية البسيطة للأرواح المعرّضة للخطر أثناء رحلتها نحو أماكن يُؤمل في أن تكون ملاجئ آمنة.

ويمثّل المؤلفون والمؤلِفات وجهات نظرٍ إقليمية وقطاعية واسعة ومتنوعة، ويشملون العلماء والعالمات الأكاديميين، والسياسيين والسياسيات، والمحامين والمحاميات، والناشطين والناشطات في مجال المدافعة، والمتخصصين والمتخصصات في علم النفس والعاملين والعاملات في المجال الإنساني. ويشاركون جميعًا في التفكير والعمل من أجل التخفيف من خسارة الأرواح والحفاظ على كرامة واحترام الأشخاص الذين يهلكون عل طريق الهجرة.  هذا وسُررنا بشكلٍ خاص لسماع شهادات أشخاصٍ عاشوا بأنفسهم تجربة هذه الرحلات الخطيرة وشهدوا على واقع المناطق الخطيرة والسياقات عالية المخاطر.

سوف تجد/تجدين مقالاتٍ تتناول منطقةً أو طريقًا معينة، ويغطي العديد منها مسائل متعددة من زوايا مختلفة في المساحة الإقليمية نفسها. ومن المناطق المشمولة في هذه المقالات البحر الأبيض المتوسط ومنطقة دارين والصحراء الكبرى وجبال الألب.

كما تغطي المقالات مواضيع متنوعة جدًا. فترد في العدد مقالاتٌ حول الرحلات البحرية والبرية، ومقالاتٌ حول الإنقاذ والانتشال، ومقالاتٌ حول الدعم الميداني كما التغيير السياسي العام. ويفصّل بعضها التحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يخوضون الرحلات الخطيرة، في حين يعالج البعض الآخر الوقائع المريرة لانتشال جثث الأشخاص الذين فُقدوا على طول الرحلة. ومهما كانت المواضيع التي تجذب اهتمامك في هذا العدد، نأمل أن توسّع هذه المقالات منظورك وأن تربطك بأشخاصٍ آخرين يعملون من أجل تحقيق تغييرٍ إيجابي.

ونودّ في هذا السياق أن نعبّر عن امتناننا الهائل للجهات المانحة البارزة في هذا العدد، ألا وهي وزارة الخارجية الاتحادية السويسرية ووزارة الشؤون الخارجية الدنماركية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على دعمها المالي والخبرة التي قدّمتها في كل مرحلة من مراحل هذا المشروع. وقد اقترح المؤلفون والمؤلفات القائمون على صياغة المقدمة، وهم مارييلا غواخاردو وصامويل بوتروش وفلوريان فون كونيغ وسانجولا ويراسينغ، أن نتناول هذا المحور، وأقنعنا شغفهم والتزامهم وطاقتهم بأن هذا العدد من نشرة الهجرة القسرية سوف يُحدث أثرًا حقيقيًا على حياة النازحين والنازحات. وقد شاركوا في عملية المراجعة إلى جانب فيتوريو بروني ومارثا غيريرو بلي والمحرّرتين في نشرة الهجرة القسرية من أجل اختيار المجموعة النهائية من المقالات، وكانت هذه العملية صعبةً للغاية نظرًا لجودة المقالات المقدّمة ووسع نطاقها.

تنمو مجموعة الأشخاص المساهمين في نشرة الهجرة القسرية باستمرار، ولذا نتمنى لو تنظر/تنظرين في تقديم مرئياتك إلى جمهورنا الملتزم والمتنامي. لذلك، نرجو منك الانضمام إلى قائمة المراسلة الخاصة بنا ومتابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي للحرص على أن تكون/تكوني على دراية بفرص الكتابة في نشرة الهجرة القسرية ولقراءة كتابات الآخرين أيضًا.

في الختام، ندعوك أيضًا إلى التواصل معنا لطرح أي موضوع ترغب/ترغبين في أن تتناوله نشرة الهجرة القسرية، أو لمناقشة إمكانية التعاون معنا ضمن شراكة معينة. فنحن نبحث دائمًا عن وسائل للتواصل مع قراء وقارئات النشرة لتقديم محتوى يكون مفيدًا وجديدًا بالنسبة لهم، ونرحّب باقتراحاتك أو تعليقاتك في هذا الصدد. فلا تتردد/تترددي في مراسلتنا!

مع أطيب التمنيات،

أليس فيليب وجو بويس

محرّرتا العدد 75 من نشرة الهجرة القسرية

تنزيل الصفحة
DONATESUBSCRIBE