كلمة أسرة التحرير

"لا يمكننا التنبؤ بمستقبلنا" يقول لاجئ شاب من الكونغو المقيمين في أحد المخيمات في مالاوي. فتجربة النُّزوح لا تقتصر على تغيّر الموقع المادي للمرء فحسب، بل إنها تتضمن أيضاً الانفصال عن كثير من مظاهر الحياة الطبيعية، وقد يتعرض الشباب -ونقصد بهم في سياق هذا العدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين المراهقة المبكرة وأواخر العشرينيات- إلى "التشرُّد" المادي والاجتماعي خلال هذه المرحلة من حياتهم. ويتمزق النسيج الأسري وتنفصم الأواصر الاجتماعية ويُعاق التعليم وتنعدم إمكانية الاعتماد والعِول على الوصول إلى الأماكن الاجتماعية وفرص العمل في الوقت ذاته الذي تواجه فيه فئة الشباب تغييرات مهمة.

لكن الحياة تستمر، سواء أكان الشباب نازحين في أحد المخيمات أم في بيئة حضرية غير مألوفة لهم أو أُعيد توطينهم في دولة جديدة، ويتعين على الشباب محاولة البحث عن طرق لإعادة إيجاد ما فقدوه أو السعي وراء البدائل له عندما يصبحون بالغين راشدين ملتزمين ومسؤولين. ومن هنا، تستعرض مقالات الموضوع الرئيسي  لهذا العدد من نشرة الهجرة القسرية الضغوط التي تفرضها حقيقة أن يكون المرء "شاباً ومشرَّداً"، كما تستكشف احتياجات الشباب وإستراتيجيات التأقلُّم الخاصة بهم، وتتساءل أيضاً عن سبب عدم إيلاء كثير من الاهتمام نسبياً لحقوق واحتياجات المراهقين وشباب البالغين.

كما يتضمن هذا العدد أيضاً عدداً من المقالات حول الأوجه المتنوعة للهجرة القسرية منها: النزوح المطوّل وخدمات المعلومات التي يديرها اللاجئون و"المكوث المتسامح به" والمرونة النفسية والاجتماعية وإعادة توطين اللاجئين في الأرجنتين والصحة العقلية في مخيمات اللاجئين اللبنانيين وسياسة النازحين داخلياً في نيجيريا والسبب في تمكن بعض القضايا من احتلال مكان لها على الأجندة الدولية وفشل بعضها الآخر في ذلك، ورسم سياسة النازحين داخلياً في أفغانستان.

نرحب بمساعدتكم في توزيع هذا العدد على أوسع نطاق ممكن. يرجى وضع الروابط الخاصة به أو إضافتها إلى قوائم مصادركم أو نشر "تغريدات" عنها في موقع تويتر أو الضغط على Like  في صفحة النشرة على الفيسبوك أو أي شيء أخر يمكن له المساهمة في التعريف بمحتوياته.

ولا يفوتنا أن نشكر سيسل مازاكوراتي (صندوق الأمم المتحدة للسكان) وجاسون هارت (جامعة باث) لمساعدتهما القيّمة كمستشارين خاصَّين حول الموضوع الرئيسي لهذا العدد.

كما نتقدم بخالص الشكر إلى منظمة إنقاذ الطفل ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة Invisible Children والمجلس النرويجي للاجئين لدعمهم المالي لهذا العدد. وللأسف، فقد عجزنا عن جمع أي تمويل مخصص لهذا الموضوع، ولذلك السبب، فلم نتمكن من طباعة النسخ الورقية لهذا العدد بغير اللغة الإنجليزية، دون اللغات الأخرى التي اعتدنا على نشر المقالات بها. لكنَّ العدد سيتاح على الإنترنت باللغات الأخرى: الفرنسية والعربية والإسبانية بالإضافة إلى الإنجليزية. ونود أن نعتذر لكل من اعتاد على استخدام الإصدارات المطبوعة بتلك اللغات الأخرى في المشاركة بالبحوث وفي التعليم والحوارات في المناطق غير الناطقة باللغة الإنجليزية حول العالم.

وإذا أمكن لمؤسستكم المساعدة في تمويل طباعة وتوزيع إحدى إصدارات اللغات الأخرى، فالرجاء التواصل معنا في أقرب وقت ممكن على fmr@qeh.ox.ac.uk.

 

هل بإمكانكم دعم نشرة الهجرة القسرية؟

تُموَّل نشرة الهجرة القسرية بصورة كاملة من خلال التبرعات والمنح – بما في ذلك التبرعات من الأفراد الذين يقرأون نشرة الهجرة القسرية. والتبرع هنا لا يعني أننا سنشتري به مجموعات النظافة الشخصية/ الخيم/ الكتب المدرسية الخاصة بالمهجَّرين فذلك لا ينطبق على مجلة تسعى إلى الترويج لحماية ومساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً. لكن ما سوف تفعله تبرعاتكم هو المساعدة في استمرار صدور هذه المجلة وتمكينها من الاستمرار في دعم المبادئ والإجراءات التي نلتزم بها جميعاً. لا يوجد مبلغ محدد لتقدموه فيمكنكم التبرع بالمبلغ الذي تشاؤون، ويمكنكم الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية أو بطاقة الخصم، لمرة واحدة أو على أساس منتظم، وبأي عملة ترغبون. يرجى زيارة موقع التبرعات الآمن على الإنترنت على www.giving.ox.ac.uk/fmr أو الاطلاع على www.fmreview.org/budgets-and-funding للتعرف على مزيد من المعلومات. ولكم منّا جزيل الشكر!

الأعداد القادمة:

  • عدد نشرة الهجرة القسرية رقم 40: تاريخ النَّشر المقرر في ديسمبر/كانون الأول 2012، وسيتضمن العدد موضوعاً رئيسياً حول "منع التَّهجير": www.fmreview.org/ar/preventing
  • عدد نشرة الهجرة القسرية رقم 41: تاريخ النَّشر المقرر في مارس (آذار)/ أبريل (نيسان) 2013، وستركز على "الميول الجنسية والهوية الجنسانية والتَّهجير". أنظر دعوة المساهمة بالمقالات على الرابط التالي www.fmreview.org/ar/sogi. الموعد النهائي لاستقبال المقالات في 3 ديسمبر/كانون الأول 2012.

ونود أن نشير أيضاً إلى أننا أعدنا بناء موقعنا على الإنترنت مؤخراً وقد أصبح الآن يضم المواقع اللغوية الأربعة للنشرة  كما أدخلنا ميزات جديدة لرفع مستوى النَّفاذ للموقع من خلال أجهزة القراءة المحمولة. الرجاء تنشيط متصفحكم لضمان وصولكم إلى الموقع الإلكتروني الجديد.

اطّلع على آخر المستجدات الخاصة بنشرة الهجرة القسرية – يمكنك التسجيل في تنبيهاتنا البريدية الدورية على www.fmreview.org/ar/request/alerts أو الانضمام إلى صفحاتنا على الفيسبوك أو تويتر.

 

مع أطيب التَّمنيات،

ماريون كولدري وموريس هيرسون

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.