- May 2024
اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، تشكّل التكنولوجيا الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياة النازحين قسرًا والأنظمة الإنسانية التي يتفاعلون معها. ويتمتع المجتمع المتصل بإمكانية تحسين الحياة اليومية لملايين الأشخاص المتنقلين. وتظهر تحدياتٍ معقّدة أمام ضمان المساواة في تطوّر الوصول إلى هذه التكنولوجيا ودراسة كل من الفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدامها.
في هذا السياق، طورّت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) استراتيجية التحول الرقمي لعام 2022-2026 التي تسلّط الضوء على الطرق التحويلية التي يمكن أن تؤثر بها التكنولوجيا الرقمية بشكلٍ إيجابي على حياة اللاجئين وعمل المفوضية. توفر هذه الاستراتيجية إطارًا لكيفية تعامل المفوضية مع الفرص والمخاطر التي تطرحها التكنولوجيا، مثل خطاب الكراهية عبر الإنترنت ونقص المعلومات والمعلومات المضللة والاحتيال والخداع اليوم كما في المستقبل. وتتمثل أولوية مساوية أخرى في تعزيز قدرة المفوضية على استخدام التكنولوجيا الرقمية بما يتماشى مع المعايير الأخلاقية ومعايير الحماية الناشئة، إلى جانب التعاون مع الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز تحقيق مبادئ الحماية الأساسية في استخدام التكنولوجيا الرقمية في السياقات عالية المخاطر، مثل ضبط الحدود.
تعمل المفوضية أيضًا مع الشركاء لتعزيز الفرص المتاحة للاجئين في الاقتصاد الرقمي، وتحقيق التوازن بين الوصول الآمن والمتساوي وبين المخاطر الرقمية الناشئة من خلال مشروع تموّله شراكة «آفاق» (PROSPECTS). في حين يمكن أن يكون الاندماج في الاقتصاد الرقمي أمرًا مفيدًا للغاية، يجب بذل جهود كبيرة لتقليل المخاطر وتعزيز معايير عمل أفضل لتحقيق الفوائد الأوسع نطاقًا. وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى مثل هذه المناقشات في هذا العدد من مجلة نشرة الهجرة القسرية.
يمكن للحواجز الاقتصادية والقانونية والاجتماعية أن تمنع السكان النازحين قسرًا من الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية، ونحن ملتزمون بتطوير نُهُج شاملة لمعالجة هذه الحواجز. ومن الأمثلة على الجهود المبذولة مبادرة «الاتصال من أجل اللاجئين» (Connectivity for Refugees) التي تضم عدة أصحاب مصلحة وتسعى إلى تعزيز اتصال أكثر من 20 مليون نازح قسري والمجتمعات التي تستضيفهم بالإنترنت بحلول عام 2030. وتؤتي هذه الجهود ثمارها وتكسب اهتمامًا متزايدًا من الحكومات ومقدمي الخدمات من القطاع الخاص على حدٍ سواء.
كما هو الحال مع أي مجال ناشئ من مجالات الدراسة، تبرز مجموعة واسعة من وجهات النظر المختلفة. وتلتزم المفوضية بمواصلة تعزيز المناقشات الشاملة والقائمة على الأدلة، مع الإقرار بأهمية الانخراط في مناقشات محورية مع الأوساط الأكاديمية والزملاء الممارسين، والأهم من ذلك، المجتمعات التي نعمل معها ومن أجلها.
نأمل أن تتاح لمجموعة الجهات الفاعلة المشاركة في تطور التكنولوجيا الرقمية في العمل الإنساني المزيد والمزيد من الفرص للحوار والاختلاف والتواصل والتحرك معًا نحو عمل يحدث فرقًا في حياة النازحين قسرًا.
قسم الابتكار والخدمات الرقمية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)
حساب UNHCRInnovation :X@
linkedin.com/company/unhcr/