Skip to content
الدروس المستفادة من نموذج تصميم المنح الخاص بمبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين
  • محمد أحمد وروان رعد وديانا إسيكس ليتيري وجوليا زهر الدين
  • November 2024

حدد البحث المستقل في ممارسات مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين قيمة وتأثير نهجها التشاركي لتقديم المنح بالإضافة إلى فرص تعزيز إمكانية الوصول والمساءلة.

مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين (Resourcing Refugee Leadership Initiative) هي منظمة وسيطة للتمويل والدعوة يقودها اللاجئون وهي ثالث أكبر وسيط عالمي من حيث الدعم المالي للمنظمات التي يقودها اللاجئون وأكبر وسيط يقوده أشخاص عاشوا تجربة النزوح القسري.[i] تحصل المبادرة على تمويلها من مصادر مختلفة، تشمل جائزة تأثير آيكونيك من لارسن لام (Larsen Lam ICONIQ Impact Award)، ومؤسسة هيلتون (Hilton Foundation)، ومؤسسات المجتمع المفتوح (Open Society Foundations)، ووزارة الشؤون الخارجية الهولندية (Ministry of Foreign Affairs). ترى مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين أنه يجب على الوسطاء عدم التدخل، والاسترشاد بتكوين شراكات عادلة، من أجل ضمان احتفاظ المنظمات التي يقودها اللاجئون بالاستقلالية الكاملة في قرارات التمويل وتعزيز التحول في ديناميكيات السلطة.

نهدف في مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين إلى دمج المنظمات والمجتمعات التي ندعمها وتحمل المسؤولية أمامها، لأننا نرى أن هذا النهج يؤدي إلى نتائج أكثر تأثيرًا بالنسبة للنازحين قسرًا.[ii] ولقد تعاونا مؤخرًا مع مستشارين خارجيين[iii] لاكتساب فهم أكبر حول كيف يختبر شركاؤنا الحاصلون على المنح جهودنا ولتحديد نقاط القوة ومجالات التحسين، وتشارك هذه المقالة نتائج هذا البحث.

قيادة اللاجئين على جميع المستويات

تتمثل مهمة مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين في توفير الموارد للمنظمات التي يقودها اللاجئون من أجل النهوض بالمجتمعات ومكافحة استبعادها المنهجي ضمن استجابة اللاجئين، وقد أشرف على المبادرة ووضع مفهومها تحالف يضم ست منظمات يقودها اللاجئون: بسمة وزيتونة في لبنان وتركيا، ومركز معلومات طالبي اللجوء واللاجئين (RAIC) في إندونيسيا، واللاجئون المتحدون (Refugiados Unidos) في كولومبيا، وساينت آندروز لخدمات اللاجئين في مصر (St. Andrew’s Refugee Services)، واللاجئون الإفريقيون اليافعون للتنمية المتكاملة في أوغندا، ومنظمة تمكين الوصول إلى اللجوء (Asylum Access)، التي تضم أيضًا بشكل قانوني مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين.

يُعنى فريق عمل متخصص بإدارة عملياتنا اليومية، وقد مرّ جميع أعضاء فريقنا تقريبًا بتجربة النزوح القسري، بمن فيهم أولئك الذين يشغلون المناصب التي تتمتع بسلطة صنع القرار والتأثير مثل موظفي القيادة وأعضاء التحالف. كما يرتبط العديد من هؤلاء الأفراد عمليًا بالمجتمعات التي ندعمها، مما يضمن إثراء جهودنا بمعرفة المجتمع وترابطه.

يسعى برنامجنا المميز، وهو صندوق قيادة اللاجئين، إلى توزيع المنح على المنظمات التي يقودها اللاجئون، وقد خصصنا منذ عام 2021 وحتى الآن 7.2 مليون دولار أمريكي من خلال 34 منحة لصالح 17 منظمة من المنظمات التي يقودها اللاجئون في خمسة بلدان. هذا وتمكن المستفيدون من المنح من الوصول بشكل جماعي ومباشر إلى أكثر من 822,600 شخص وتقديم خدمات أساسية تتعلق باللجوء والدعم القانوني، والحصول على التعليم، والدعم في حالات الطوارئ، والصحة البدنية والعقلية، والتوظيف وسبل العيش، والاندماج المجتمعي، والفنون والثقافة. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن 30٪ من الشركاء الحاصلين على المنح أفادوا بأن مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين هي الجهة التي أصدرت أول منحة يحصلون عليها، في حين أفاد 70٪ أن المنحة التي حصلوا عليها من المبادرة كانت أكبر منحة لهم، وأبلغ جميع الشركاء الحاصلين على المنح عن زيادة في الأثر المجتمعي والقوة التنظيمية وتوسع شبكات المعرفة لديهم من خلال مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين.[iv]

كيفية عمل آلية تقديم المنح في مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين

تُقدم مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين منحًا مرنة لدعم المنظمات التي يقودها اللاجئون، تشمل منح دعم تتراوح بين 25,000 دولار أمريكي و75,000 دولار أمريكي سنويًا، ومنحًا متقدمة تتراوح بين 150,000 دولار أمريكي و200,000 دولار أمريكي سنويًا. صُممت منح الدعم للمنظمات التي يقودها اللاجئون الصغيرة والناشئة التي ربما كانت تتمتع بإمكانية وصول محدودة إلى التمويل في الماضي، وتوفر هذه المنح فرصة للمنظمات الجديدة لتنمية وتعزيز قدراتها. أما المنح المتقدمة، فصُممت للمنظمات التي يقودها اللاجئون المترسخة أكثر والتي تتمتع بسجل حافل في إدارة المنح الكبيرة. وتُعدّ هذه المنح مثالية للمنظمات ذات الهياكل والبرامج المتطورة. ويتيح كلا النوعين من المنح للمنظمات التي يقودها اللاجئون الحرية الكاملة لاستخدام الأموال حسب ما تراه مناسبًا وفق الاحتياجات والسياق المحدد لمجتمعاتها.

بالإضافة إلى ذلك، يتم فتح باب تقديم طلبات الحصول على هذه المنح علنًا وتحديد مواعيد نهائية شفافة، ويمكن تقديم الطلبات بأي لغة من خلال بوابتنا الإلكترونية. وتم تجهيز فريقنا للتعامل مع الطلبات باللغات الإنجليزية والعربية والإسبانية ويتحدث أعضاء تحالفنا وشركاؤنا الحاصلون على المنح في البلدان الخمسة التي نعمل فيها حوالي ست لغات محلية إضافية. وفي حال تبين أنه لا يمكن تغطية اللغة من خلال قدراتنا الداخلية، نلجأ إلى خدمات ترجمة احترافية لضمان ترجمة الطلب ومراجعته بدقة.

المعايير والتسجيل

تُعدّ معايير مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين لتقديم المنح واضحة، إذ إنها تُقيّم طلبات المتقدمين على أساس مقياس من واحد إلى أربعة، بحسب الإدارة المالية والتنفيذ الأخلاقي للبرنامج وأثره على المجتمع والرغبة في المشاركة في أنشطة قيادة اللاجئين، والاهتمام ببرنامجنا التعزيزي (نموذج دعم الأقران)، وهي معايير راجعها وحسنها الشركاء الحاصلون على المنح بعد عام من إنشاء المبادرة لضمان ملاءمتها.

عملية الترشيح والاختيار

يُرشح المتقدمون من قبل لجنة فريدة مخصصة لكل إقليم جغرافي تغطيه مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين، وتتكون كل لجنة من موظف يعمل لدى المبادرة وعضو من تحالف ذي صلة جغرافية (على سبيل المثال، اللاجئون المتحدون لشركاء المنح الموجودين في كولومبيا) ومقدم طلب منحة حالي من إقليم جغرافي آخر تغطيه المبادرة. يقيّم أعضاء اللجنة طلبات المتقدمين بشكل مستقل، ويمكن تقييم مقدمي طلبات المنح بصفتهم أفرادًا أو بالتعاون مع زملائهم في مؤسستهم.

وتُشجع إجراءات التشغيل القياسية لدينا اللجان على التعمق في الدراسة لتتخطى مجرد مؤشرات الاحتراف الغربية، حيث يحظر على سبيل المثال خفض الدرجات بسبب الأخطاء النحوية أو الأخطاء في تفسير أسئلة الطلب. يتم التركيز بدلًا من ذلك على مؤشرات تحقيق الأثر المفيد، وهو وفق تعريفنا مدى تلبية المنظمات التي يقودها اللاجئون للاحتياجات الخاصة بالمجتمعات النازحة ومدى تعزيزها للتغيير الذي يدفعه المجتمع بدلًا من مجرد الوصول إلى أعداد كبيرة من الأشخاص.

ويجب أن تكون قصة الأثر منطقية وأن تتلاءم مع التجارب والتطلعات الفعلية للأشخاص المتضررين مباشرة. فعلى سبيل المثال، يدعم برنامج المساعدة القانونية الخاص بمنظمة اللاجئين المتحدين في كولومبيا حوالي 880 شخصًا في كل عام، بينما يدعم برنامج رعاية مركز معلومات طالبي اللجوء واللاجئين حوالي 20 شخصًا أعيد توطينهم في كندا. تُساعد هذه البرامج الأفراد على اكتساب وضع قانوني والوصول إلى الحقوق الأساسية مثل الرعاية الصحية والتوظيف والتعليم وتأمين منازل لهم ولأسرهم. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام قد تبدو ضئيلة، إلا أن أثرها هائل، وتمتد الآثار طويلة الأمد لها إلى ما هو أبعد من مستخدمي البرامج المباشرين، مما يحسن حياة أسرهم والأجيال القادمة.

تستخدم اللجان تقييماتها لخوض محادثات والتوصل إلى الترشيحات بالإجماع، ثم تتم إحالة الترشيحات إلى تحالف مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين من أجل اتخاذ القرار النهائي. وحتى تاريخه لم يُرفض أي ترشيح لأن التحالف يحترم العناية الواجبة التي تبذلها اللجنة.

المكونات الرئيسية لمنح مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين

يحاول نهجنا إزالة الحدود التقليدية بين الجهة الممولة والجهة المتلقية للمنحة، أو بين صانعي القرار ومن ينطبق عليهم هذا القرار، مما يشكل تحديًا لديناميكيات السلطة التقليدية ضمن سياق التمويل. وتتماشى هذه المنهجية مع مهمتنا المتمثلة في نقل السلطة والموارد إلى المجتمعات النازحة قسرًا. وبهدف تقييم فعالية استراتيجياتنا، حدد فريق البحث الخارجي لدينا أربعة مكونات رئيسية لعملية تصميم المنح وأثرها، وفق ما وصفه المستجيبون لدينا:

  1. تقديم المنح تشاركي للغاية

يشمل أعضاء تحالف مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين أيضًا الحاصلين على المنح، ويمكن للشركاء الحاصلين على المنح من غير التحالف المشاركة في صنع القرار، كما يساهم الشركاء الحاصلون على المنح في تطوير نماذج التقييم.

أفاد المستجيبون بأن المشاركة في عملية تقديم المنح مفيدة وتمكينية على حد سواء، حيث اكتسب الشركاء الحاصلون على المنح الذين شاركوا في عملية تقديم المنح مرئيات ومعلومات حول عملية تمويل المشاريع الخيرية، وتعرفوا على الأساليب المبتكرة التي يتبعها الآخرون، وشعروا بالإلهام لتبني ممارسات تشاركية أكبر في عملهم. وأفاد أحد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أنه قام بتكرار نهج تقديم المنح الخاص بمبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين عند تقديم المنح الفرعية للمنظمات الأخرى التي يقودها اللاجئون، وتبين له أن مشاهدة عملية صنع القرار بشكل مباشر كانت تجربة شفافة بشكل فريد وزرعت الثقة في عمليات المبادرة.

بالنسبة لفريق المبادرة وأعضاء التحالف، عزز إشراك المتقدمين من مناطق أخرى الكفاءة الثقافية وساعد في كشف التحيزات والتخفيف من حدتها، كما سمح إشراك الأفراد ذوي الخبرات الثقافية والشخصية المهمة بتحسين فعالية عملية تقييم الطلبات عند دراسة مدى تماشي المقترحات مع النتائج المجتمعية المرغوبة.

  1. الشراكات العلائقية

أكد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم على النهج العلائقي العميق لدى مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين، وهو أمرٌ يُسلط الضوء على اهتمام المبادرة بالتواصل وسهولة التعامل وتقديم الدعم. وبهدف بناء هذه البيئة، يحرض موظفو المبادرة على تخصيص الوقت للشركاء الحاصلين على المنح، بما يقلل من العمليات الإدارية المرهقة. وفي الحالات التي تكون فيها المتطلبات الإدارية ضرورية لإدارة الموارد المؤسسية بفعالية، تضمن المبادرة التواصل المسبق والمتكرر والواضح حول الغرض والأساس المنطقي التي تقوم عليه. كان هذا المستوى من الشفافية في التواصل غير عادي مقارنة بالعلاقات مع الجهات المانحة الأخرى.

“تشعر أنهم جهة مانحة تشاركها كل شيء، سواء أكان ذلك المشاكل أو النجاحات أو التحديات ويمثل ذلك طريقة التواصل الصحيحة من حيث علاقة الجهات المانحة مع الحاصلين على المنح”. أحد الشركاء الحاصلين على منحة من مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين وعضو في لجنة الاختيار

أعرب المستجيبون عن شعورهم بالاحترام من قبل المبادرة، مما عزز الشعور بالانتماء إلى مجتمع، ودعم التغيير من خلال معالجة ديناميكيات السلطة الكامنة في العلاقة بين الممول والمتلقي. ويمكّن هذا الاحترام المتبادل الشركاء الحاصلين على المنح من مناقشة التحديات بصراحة واقتراح الحلول، بما يضمن عملًا عالي الجودة في مجتمعاتهم.

  1. حزم تمويل مرنة وذات أهمية

تتميز منح مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين بكونها مرنة للغاية وتدوم لعدة سنوات ولا ترتبط بالأولويات المواضيعية (مثل التعليم أو سبل العيش) وكذلك بكونها مخططة بدقة ومخصصة لاحتياجات المجتمع ومصممة باتباع نهج كُلي. وتمكّن المبادرة الشركاء الحاصلين على المنح من العمل على أنشطة أساسية وابتكار حلول مصممة خصيصًا لاحتياجات مجتمعهم، من خلال تجنب تقييد التمويل وفقًا لمخططات الجهات المانحة المحددة مسبقًا.[v]

يُعدّ حجم الدعم المالي الذي تقدمه المبادرة تحويليًا، لأنه يسمح بمشاريع واسعة النطاق، قد تكون مكلفة ولكن أثرها عميق على الأفراد، مثل المدارس الجديدة والمراكز المجتمعية وإعادة التوطين في الحالات الحرجة والإجراءات القانونية. ويقدّر المستجيبون إعطاء المبادرة الأولوية للأثر بدلًا من الوصول إلى أعداد كبيرة من الناس ويدركون أن الحلول الهادفة للأفراد غالبًا ما تتطلب استثمارات مالية كبيرة.

“تتسم مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين بكونها واقعية من حيث الأرقام وتدرك أنه لا يمكننا الوصول إلى الآلاف وإنما فقط العشرات أو المئات، كما تدرك أن مائة يورو لا تحفظ الكرامة على عكس مبلغ 7,000 يورو يخصص للدراسة في جامعة جيدة مع عيش فترة حياة طبيعية”. أحد الشركاء الحاصلين على منحة من مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين وعضو في لجنة الاختيار

أخيرًا، تُعدّ مرونة المبادرة عنصرًا مهمًا في نهجها، ويُقدّر الشركاء الحاصلون على المنح الحرية التي تنتج عن عدم إلزامهم بمقترحاتهم الأولية وعدم حاجتهم إلى تسجيلات محددة أو حسابات مصرفية، وعدم تقييدهم بفئات إنفاق مصطنعة مثل النفقات العامة مقابل تكاليف إعداد البرامج.

  1. الثقة والدعم المتزامنان

أعرب المستجيبون عن تقديرهم للتمويل وكذلك للدعم الإضافي المخصص غير المالي الذي يُقدم إلى الشركاء الحاصلين على المنح من خلال “النظراء”، أي أعضاء التحالف المحلي، حيث تقدم المبادرة دعمها استنادًا إلى فهم واضح لما يتطلبه النجاح، وذلك بهدف مشاركة الدروس القيمة وضمان نجاح الشركاء الحاصلين على المنح على المدى الطويل.

أشار أحد الشركاء الحاصلين على منحة إلى أنه في حين تفرض الجهات المانحة الأخرى منهجيات معينة، تعمل المبادرة على “الاستناد إلى ما هو موجود لديك”. غالبًا ما يتضمن دعم المستفيدين من منح الدعم مساعدات تُغطي الأنظمة التنظيمية مثل الأدوات المالية وعمليات التخطيط. أما بالنسبة للمستفيدين من المنح المتقدمة، فينصب التركيز على تعزيز الاستدامة التنظيمية من خلال تدفقات التمويل الجديدة والمناصرة المشتركة. وسلّط الشركاء الحاصلون على المنح الضوء على قيام نظرائهم من المبادرة بتشجيعهم على العمل بطريقة منصفة من خلال مراجعة برامجهم من أجل مراعاة اعتبارات التقاطع، وأنشأت مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين مجتمعًا من الممارسين يتبادل فيه أعضاء التحالف والشركاء الحاصلون على المنح أفضل الممارسات والحلول.

يحقق توفير الثقة والدعم بصورة متزامنة لدى المبادرة أثرًا له أصداء كبيرة، إذ يصف المستجيبون هذا النهج الذي يضمن نجاحهم بأنه تمكيني وبنّاء للمجتمع على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، اعتمد العديد من الشركاء الحاصلين على المنح الأدوات والآليات التي تقترحها المبادرة، مما عزز عملياتهم واستعدادهم للتقدم بطلب للحصول على مصادر تمويل أخرى، كما قدمت المبادرة حتى تاريخه مبلغًا إضافيًا قدره 5.2 مليون دولار أمريكي للمتقدمين والشركاء الحاصلين على المنح من الجهات الممولة الأخرى، بما يتجاوز التمويل المباشر فحسب.

المساهمة في الأثر

يسمح الجمع بين الممارسات الأربع المذكورة أعلاه بتكوين نموذج تمويل عالي الاستجابة يلبي احتياجات المجتمع، وتشمل بعض نجاحات الشركاء الحاصلين على المنح، كما هو موضح في تقرير الأثر لمبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين لعام 2023، ما يلي:

  • أطلقت منظمة كانداكيات لتمكين النساء والتنمية (Kandaakiat Organisation for Women Empowerment and Development) في أوغندا مبادرة الشمول المالي التي تقودها النساء والمراعية للثقافة من أجل دعم أكثر من 100 لاجئة من خلال التدريب على ريادة الأعمال والتدريب المالي والمهني، حيث أنشأت جمعيتين قرويتين للادخار والإقراض وقدمت رأس مال لإطلاق 12 شركة تقودها نساء.
  • سجلت مدرسة جمعية تواصل مبادرتها المدرسية في القاهرة ووسعتها من أجل تقديم الدعم لحوالي 2,700 طالب تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عامًا ولتوفير التعليم للبالغين وإعداد البرامج المهنية.
  • دعمت مؤسسة اتجاهات – ثقافة مستقلة في لبنان أكثر من 300 فنان سوري من خلال تقديم التدريب المهني والمنح الدراسية والمساعدة القانونية لهم ودعم إنتاجهم الإبداعي.
  • أنشأ مركز معلومات طالبي اللجوء واللاجئين في إندونيسيا أول مركز للصحة العقلية على الإطلاق مخصصًا لأفراد المجتمع من اللاجئين.

 

فرص تعزيز إمكانية الوصول والمساءلة

سلّط البحث الضوء على مجالات التحسين الإجرائية التي قد تساهم في تحقيق أهداف مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين المتمثلة في الإدماج المجتمعي وتحسين المساءلة. واقترح الشركاء الحاصلون على المنح أن تتعمّق المبادرة في دراسة موضوع المساءلة، ليس فقط تجاه المنظمات التي يقودها اللاجئون ولكن أيضًا تجاه المجتمعات التي يدعمونها. نعمل حاليًا على دراسة طرق لتحقيق ذلك تشمل إطلاق آلية تلقي ملاحظات مجتمعية وتوفير تواجد أكثر رسمية في المجتمعات التي ندعمها بما يتجاوز دعم النظراء.

أشار المستجيبون أيضًا إلى أنه، وعلى الرغم من سهولة الوصول إلى عملية تقديم الطلبات، قد يساهم تحسين الإعلانات في أن تطّلع عليها المؤسسات ذات الوصول المحدود إلى التكنولوجيا والإلمام المحدود بها. وبحسب رأيهم، قد يساعد ذلك في تعميق أثرنا ويوفر فرص تمويل إضافية للمنظمات التي تقودها النساء والأفراد من مجتمع الميم والأشخاص ذوي الإعاقة.

أعرب جميع الشركاء الحاصلين على المنح أيضًا عن قلقهم بشأن فقدان التمويل، الذي يسري حاليًا لمدة ثلاث سنوات ويركز على الاستدامة. ويأملون أن تقوم المبادرة بتمديد هذه الفترة مع توسيع الدعم أيضًا إلى المنظمات الأخرى التي يقودها اللاجئون. وعلى الرغم من أنه يتعذر على المبادرة ضمان النجاح على المدى الطويل لجميع الشركاء، لا نزال ندرك الحاجة إلى استكشاف خيارات الدعم المستمر نظرًا لندرة الهيئات المعنية بتقديم المنح إلى المنظمات التي يقودها اللاجئون.

الخطوات المستقبلية

من خلال تسليط الضوء على فوائد وتحديات نموذج تقديم المنح الذي يركز على المجتمع، نهدف إلى إلهام المزيد من جهات التمويل للانضمام إلينا في عملية التعلّم وإعادة تقييم ممارسات التمويل على مستوى القطاع، حيث كشف بحثنا عن اهتمام مجتمعي قوي بتوسيع جهود مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين التشاركية والأفقية لتشمل الجهات الفاعلة الأخرى. أشار المستجيبون إلى افتقار القطاع، وبالأخص المؤسسات التي تتمتع بالسلطة، إلى اعتراف واسع النطاق بقيادة اللاجئين باعتبارها عاملًا يحفز التغيير، كما أكدوا أن نموذج المبادرة يسير في الاتجاه الصحيح.

ندرك ضرورة التعمّق في استكشاف المواضيع التي ناقشناها هنا، إذ كيف يمكننا جميعًا تعزيز التشاركية والعلائقية والثقة، مع تقديم الدعم المخصص والمرن وطويل الأجل والأساسي في الوقت نفسه؟ ستواصل مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين التفكير في كيفية تحسين وتوسيع جهودها لأن مجتمعاتنا تستحق أكثر بكثير.

 

محمد أحمد (Mohammed Ahmed)
مدير الشراكات، مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين
linkedin.com/in/mohamed-ahmed-7b4306172/

روان رعد (Rawan Raad)
مسؤولة المناصرة وتعبئة الموارد، مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين
linkedin.com/in/rawanraad/

ديانا إسيكس ليتيري (Diana Essex-Lettieri)
ديانا إي إل للاستشارات (Diana EL Consulting)
linkedin.com/in/dianaessex/

جوليا زهر الدين (Julia Zahreddine)
ديانا إي إل للاستشارات (Diana EL Consulting)
linkedin.com/in/julia-zahreddine-83773ba5/

READ THE FULL ISSUE

[i] انظر معهد التنمية الخارجية (2023) الفشل في تمويل المنظمات التي يقودها اللاجئون: أسباب عدم نجاح عمل النظام الحالي وإمكانية التغيير (The failure to fund refugee-led organisations: why the current system is not working) bit.ly/odi-failure-fund-refugee-led-organisations

[ii]تتوفر الأدلة التي تدعم التزام مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين بإدماج اللاجئين على www.refugeeslead.org/evidence

[iii] تألف فريق البحث من ديانا إسيكس ليتيري وجوليا زهر الدين، من مؤسسة ديانا إي إل للاستشارات (Diana EL Consulting)، وأجرى مقابلات واطلع على ملاحظات مجهولة المصدر من ثلاثة أعضاء في تحالف مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين وستة شركاء من خارج التحالف وموظف واحد في مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين. ويتاح بروتوكول المقابلة عند الطلب.

[iv] انظر تقرير أثر مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين لعام 2023 bit.ly/refugeeslead-impact-report-2023 وملفات هوية الشركاء الحاصلين على المنح https://bit.ly/refugeeslead-grantee-partners-2023 لمزيد من المعلومات

[v] لمزيد من المعلومات حول الأساس المنطقي لمبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين، انظر أساسيات تمويل المنظمات التي يقودها اللاجئون (Funding refugee-led organisations: a primer) من إصدار مبادرة توفير الموارد لقيادة اللاجئين: https://www.refugeeslead.org/evidence

READ THE FULL ISSUE
DONATESUBSCRIBE