الربط والتواصل بعد إعصار هايان

في أول شهور الاستجابة لحادثة إعصار هايان، كان من الأولويات التي واجهت المجتمع الدولي استعادة خطوط الاتصال بالانترنت لتسهيل مشاركة المعلومات وتوفير المساعدات.

صرح نيل مورفي ديوار، قائد مجموعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في حالات الطوارئ في تاكلوبان، قائلاً: "أكثر التحديات التي نواجهها في مثل تلك المواقف، وخاصة في حالات الإعصارات وأمواج المد والجز التي ضربت هذه المنطقة، الدمار الذي يحل بالبنية التحتية. ففي تاكلوبان، دُمرت البنية التحتية للكهرباء بالكامل وانهارت شبكات الهواتف المحمولة، فضلاً عن الأضرار البالغة التي لحقت بجميع شبكات الهاتف الثابت ومزودي خدمات الإنترنت".

مجموعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في حالات الطوارئ شبكة عالمية تتألف من منظمات تعمل معاً لتزويد المجتمع الإنساني بتقنية المعلومات وآليات الاتصالات السلكية واللاسلكية. ومن خلال الشراكة القائمة مسبقاً، انتشر برنامج emergency.lu المعني بالاتصالات السلكية واللاسلكية والتابع لإدارة لوكسمبورغ للتعاون الإنمائي[i] جنباً إلى جنب مع التقنيات التي تقدمها مبادرة إيريسكون للاستجابة الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي بهدف دعم مجموعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في حالات الطوارئ من خلال توفير الاتصالات الأساسية اللازمة لإغاثة المجتمعات في غضون أيام.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تضرر نحو 14.1 مليون شخص في جميع أرجاء منطقة فيساياس من الفلبينيين جراء إعصار هايان. ودُمر قرابة مليون منزل فضلاً عن مقتل نحو 6109 فرد وتهجير ما يناهز 4.1 مليون فرد. ونظراً لحجم الدمار الذي حل بالبلاد، فُعّلت جميع المجموعات المعنية بالاستجابة الإنسانية.

وقد كانت بلدة جويوان في إقليم سمر الشرقي أول نقطة يضربها إعصار هايان ويؤثر فيها سلباً على الفلبينيين. فحتى قبل وقوع هذه الكارثة، كان اتصال الإنترنت ضعيفاً جداً. وعقب التغلب على بعض المشاكل التقنية جراء ارتفاع معدل الرطوبة وصعوبة تحديد الموقع المناسب في ظل انتشار الدمار، تمكنت مجموعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في حالات الطوارئ أخيراً من إنشاء خدمات واي فاي للاتصال بشبكة الإنترنت يستفيد منها المجتمع الإنساني باستخدام أدوات النشر العادية الخاصة ببرنامج emergency.lu. وقد تولت المجموعة المعنية بالمياه والإصحاح والنظافة الصحية توزيع البطانيات ومستلزمات النظافة وأدوات تنقية المياه وتثقيف سكان بلدة جويوان بشأن النظافة الصحية الجيدة والعمل مع الحكومة المحلية لتعزيز قدرات مرافق المياه والإصحاح والنظافة الصحية على المدى البعيد. وقد علق بريم تشاند، منسق مجموعة المياه والإصحاح والنظافة الصحية التابعة لليونيسيف، قائلاً: "في البداية، كان التواصل صعباً للغاية. وكانت الهواتف عديمة الفائدة. وكان علينا عقد اجتماعات يومية، ولكن عندما بدأت مجموعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في حالات الطوارئ بتوفير اتصال الإنترنت، صار بصراحة وسيلة اتصالنا الوحيدة مع العالم الخارجي".

وفي مدينة تاكلوبان، التي تلقت الضربة الأقوى من الإعصار، كانت الأولوية لتوفير الاتصال لمبنى البلدية واستاد تاكلوبان (الذي كان مركز الإجلاء ومحور الاهتمام لتنسيق جهود الإغاثة). وقد أنشأت أدوات نشر سريعة ثانية خاصة ببرنامج emergency.lu في مدينة أورموك، وتحديداً على سطح مجلس المدينة، لتوفير خدمات الإنترنت والاتصال المجانية للمجتمع الإنساني هناك إضافة إلى إنشاء مقهى إنترنت صغير في مجلس المدينة.

وقد ذكر يسبر لوند، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إقليمي ليتي وسمر، أن "اليوم، صارت القدرة على التواصل عن طريق الإنترنت والقدرة على مشاركة المعلومات مع المكاتب الرئيسية أمر في غاية الأهمية. فكل ما نحصل عليه هنا نحمّله فوراً على الإنترنت ليكون متاحاً للمجتمع الدولي. ويصعب علينا مجرد تخيل انقطاع خدمة الإنترنت عنا".

 

ماريكو هول mariko.hall@wfp.org وآدم أشكروفتadam.ashcroft@wfp.org يعملان في فرع تقنية المعلومات والاستعداد والاستجابة في حالات الطوارئ التابع لبرنامج الأغذية العالمي.

برنامج emergency.lu شراكة بين القطاعين العام والخاص (بدأتها حكومة لوكسمبورغ ومولتها) ودشنت في يناير/كانون الثاني 2012

  www.emergency.lu



[i] ضمن وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية

 

"هذا هو البث الحي لإذاعة الاستجابة الأولى على تردد 98.7 إف إم في مدينة تاكلوبان".

توقفت جميع المحطات الإذاعية الخمس عشرة التابعة لمدينة تاكلوبان عن البث عندما دّمر إعصار هايان مدينة الفلبين ذات 220000 نسمة. إلا أن استجابة المتطوعين خلال 72 ساعة من حدوث ذلك مكنتهم من بث محطة للطوارئ على الأثير لتكون بذلك وسيلة الإعلام المحلية الوحيدة للناجين ليحصلوا من خلالها على معلومات موثوقة.

وقد بدأ بث البرامج اليومية لإذاعة الاستجابة الأولى في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 وغطت تردداتها مساحة تبعد 10 كم عن تاكلوبان. وركزت برامج اليوم الأول على تحديث معلومات المستمعين بأماكن تقديم المساعدات ومواقع مراكز الإجلاء ومصادر المياه التي كانت تُنظمها السلطات. وفي بادئ الأمر، وزعت إذاعة الاستجابة الأولى مذاييع تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مراكز الإجلاء ومكاتب الحكومة المحلية التي وّسعت بدورها مجال البث باستخدام مكبرات صوت ليصل صوت الإذاعة إلى أكبر قدر من المستمعين ثم بعد ذلك امتد توزيع المذاييع إلى المناطق المتضررة.

وفي أعقاب الإعصار مباشرة، كان الناجون في حاجة ماسة لمعلومات حول الخدمات والمساعدات المتاحة ولدعمهم في محاولات إيجاد طرق للتواصل فيما بينهم. فندرة المعلومات في أوقات الطوارئ تساهم في "[خلق] حالة من الارتباك والانفلات الأمني"، وفقاً للمبادئ التوجيهية التي وضعتها اللجنة الدائمة المشتركة بين الهيئات المعنية بالصحة العقلية والدعم النفسي - الاجتماعي في حالات الطوارئ.[i]وطبقاً لكريستا سندن، المستشارة النفسية التي تقدم العلاج للنازحين في حالات الطوارئ، "قد تتفاقم مستويات القلق والتوتر لدى الناس بشدة جراء نقص المعلومات أو بفعل معرفة معلومات مضللة". فالمعلومات أمر لا يمكن الاستغناء عنه للتأقلم مع الكوارث ودفع الناس لاستعادة الشعور بامتلاك زمام حياتهم؛ فهي مفتاح الفهم حينما تعم الفوضى والقدرة على التأقلم مع التهجير والخسارة.

ويفرض النظام الإنساني الدولي التزامات محددة لتحسين المساءلة بشأن المتضررين من الكوارث، وخاصة منذ وقوع زلزال هايتي، من خلال ضمان قدر عالٍ من الشفافية والمعلومات الكافية ووسائل الاتصال المتبادل وتيسير إيصال ردود الأفعال والشكاوى. ولعل ذلك من أولى الأولويات الخمسة التي تركز عليها اللجنة الدائمة المشتركة بين الهيئات حالياً على الصعيد العالمي.

هذه المعلومات مُستقاة من شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)

http://tinyurl.com/IRIN-99132 و"الاستجابة لإعصار هايان (يولاندا) 17 ديسمبر/كانون الأول 2013"، الفريق العامل المعني بالاتصالات مع المجتمعات.http://philippines.humanitarianresponse.info

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.