المَعارفُ والرَّأي والقُوَّةُ

مَن الذين يُقامُ لمعارفهم وزنٌ في ميدان الهجرة القسرية ويُنصَتُ لآرائهم؟ وما الذي يجب تغييره لتُعالَجَ شدّة اختلافِ القوة الحاصلِ في التَّمثيل في السياسات العامّة وسنن العمل والحقل الأكاديمي؟ 

دارت في السنين الأخيرة مناقشات حول العِرق والتَّمثيل وانتفاء المساواة، فأثارت أسئلةً عن القوة والآراء في الناس الذين لم يكن لهم دَخْل من قبل في مسائل التَّهميش والإقصاء، وأعطت تلك المناقشات مع ذلك قوةً دافعةً لمن كان ينشط أصلاً إلى اعتراض الحال الراهنة. ثم كان من جداول أعمال التوطين في قطاع المعونة، والحركات الاجتماعية مثل نفوس السُّود يُعتَدُّ بها أيضاً (أو حياة السود مهمة)، والمناقشات الموسَّعة، كان منها أن ابتُدِئَ بالتفكُّر في وجوه انتفاء المساواة داخل ميدان الهجرة القسرية، في البحوث والمعارف، وفي السياسات العامّة وسُنَن العمل المُتَّبعَة. ولذلك سينصرف العدد 70 من نشرة الهجرة القسرية إلى كيفية إنتاج المعارف وبثّها وتلقّيها، وإلى وجوه التغيير التي يمكن إحداثها وينبغي، للإعانة على أن تكون القوة مُتَشارَكٌ فيها والآراء أكثر تنوّعاً مُستمَعٌ إليها ومُقامٌ لها وزن.

وقد أظهر تحليلٌ أُجريَ بأخرةٍ قامت عليه شبكة البحوث اللاجئيَّة عن المشاركة المحلية (Local Engagement Refugee Research Network) أنّ السواد الأعظم من اللاجئين في العالم يعيشون في جنوبيّ العالم، إلا أن قدراً يسيراً جداً من المقالات في أكبر المجلات المنصرفة إلى شؤون اللاجئين كتبها مؤلِّفون يعملون في مؤسسات أكاديمية في تلك الأقاليم. وفي المنظمات غير الحكومية وأحياز المناصرة ورَسْمِ السياسات العامّة، عَنَى قصور التمثيل لأكثر الناس تضرّراً بالهجرة القسرية وتهميشهم أنّ أكثرهم غير حاضرٍ في المحادثات الكبرى وهيئات اتّخاذ القرار. فكان من البيِّن أن الحاجةَ إلى التَّغيير شديدةٌ.

ويطلب هذا العدد من نشرة الهجرة القسرية أن يُرغِّبَ في المناقشة، بإيراد أسئلةٍ صعبة تدور حول ما يجري اليومَ، وما يجب تغييره من أجل إغناءِ ميدان الهجرة القسرية، من بحوث وسياساتٍ عامّة وسُنَن عملٍ مُتَّبعَة. ولكن ليس بالهيّن أن يصيرَ التَّمثيلُ أكثر، وأن يُحقَّقَ التنوُّعُ في المشارب والخبرة بين الباحثين ومتّخذي القرار. فدَعَوْنَا جملة واسعةً من المؤلفين لمناقشة الأسئلة الواردة تحت، راجين أن يُلقِيَ هذا العدد الضوءَ على المتحدِّيات القائمة، وأن يسبرها ليظهر سبيل النهوض إليها والتغلب عليها.  

وبعد، فهذا العدد من نشرة الهجرة القسرية هو بمنزلة الندوة يُخبَّرُ فيها بالتجارب وبما يُتَّبَعُ من سُنَن العمل الحَسَنَة، وتُناقَش وجهات النظر، وتُورَد التوصيات. وتطلب أسرة تحرير نشرة الهجرة القسرية على الخصوص مقالاتٍ، وفيها دراسات حالات، تَدورُ حول السياسات العامَّة والتطبيق العمليّ، وتُبْرِزُ طائفةً من تجاربَ وآراءٍ شتَّى، وتتناوَلُ مسائلَ، إليكَ منها ما يلي:

الرَّأي والتَّمثيل

  • مَن الذين تَسُوقُ وِجهاتُ نظرهم ومَصَالحُهم السياسةَ العامة وما يُعمَلُ به في الواقع؟ وكيف يُجعَلُ هذا الميدان أكثر إنصافاً؟ وما الذي يُدِيمُ وجوه انتفاء المساواة؟ وما المُهدَّدُ بالزوال إذا استمرّت الحال الراهنة؟
  • ما العوامل المُبيِّنة لما يقوم اليومَ من وجوه التحيُّز في بحوث التَّهجير؟ وكيف يمكن تغيير هذه العوامل والمصالح أو التغلب عليها؟
  • ما المتحدِّيات التي تعترض الباحثين والمناصرين في بلاد جنوبيّ العالم في الاستماع إليهم في قنوات مختلفة، مثل المؤتمرات أو منتديات السياسة العامة أو النَّشَاط للمناصرة أو نشر المؤلَّفات؟
  • كيف تلتقي المُناقَشَاتُ الدائرة حول إنهاء الاستعمار وإِنتاجُ المعارف وتَشَارُكُها في مجال التَّهجير؟ وكيف تتلاقى عوامل أخرى في هذا المجال مثل الجنسانية والعرق والحال الاجتماعية الاقتصادية؟
  • كيف تُستَبعَدُ آراء المُهجَّرين في المناقشات السياسية وجداول الأعمال البحثية؟ وما المتحدِّيات التي تعترض الإدماج؟ وهل من أمثلةٍ لناسٍ عاشوا في الهجرة القسرية وخَبَّروا بمعارفهم بحيث تمَّ لهم تأثير في السياسة العامة أو في ما يُمَارَس في الواقع؟
  • كيف تؤثر دَفَقَات التَّمويل في أولويات البحث وطرق مقاربته؟ وماذا يترتَّب عليها من حيث الرَّأي والقوَّة؟ وكيف تصوغ الهيئات المُفوِّضة والمانحون جداول أعمال البحوث؟ وما عواقب هذه القوى المحرِّكة (الدِّيناميات)؟
  • كيف تؤثِّر اللغة في إنتاج المعارف وتَشَاركِها؟ وكيف يؤثر استعمال اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الاستعمارية خاصةً في إعلاءِ الأفكار ووجهات النظر التي تصير بعدُ مؤثِّرةً؟ وما شأن اللغات المحلية –وماذا ينبغي لشأنها أن يكون– في تشارك المعارف ووجهات النظر؟ 

 

الاستجابة والمحاسبة

  • ما التغيير الذي تحتاج المنظمات والحكومات والناشرون العاملون في ميدان الهجرة القسرية إلى إحداثه حتى يزيدوا تمثيل الناس الذين مسّتهم الهجرة القسرية (سواء عاشوا فيها بأنفسهم أو رأوا غيرهم فيها حيث يقيمون) وهم زعماء ومؤلِّفون ومتَّخذو قرار؟ وكيف المحاسبة على التغيير؟ وكيف ينبغي لها أن تكون؟
  • كيف التأليف المشترك أو إقامة المشاركة في البحوث أو في المناصرة أو النَّشَاط للمناصرة؟ وكيف يحسن فعلهما؟
  • كيف تؤثِّر الضروب المختلفة من أدوات الاتِّصال أو قنواته (كالتقارير ومقالات المجلات والعروض الشفوية ووسائل التواصل الاجتماعي) في كيفية تلقِّي المتلقِّين للمعارف وهم في الهجرة القسرية داخلون على سياساتها العامّة وعلى ما يُمَارَس فيها؟ 
  • ما العِبَر التي يمكن أن يستخلصَها العاملون في مسائل الرَّأي والقوَّة في الهجرة القسرية من ميادين أخرى في الممارسة والدَّرس؟ ما دراسات الحالات الموجودة؟ وما العِبَر التي يمكن استخلاصُها منها؟
  • كيف يُشرَكُ المهجَّرون في صوغ البحوث أو في تصميم المشاريع؟ وكيف يستفيدون من المعارف التي هي نتاج ما أسهموا به؟
  • كيف عَمَلُ الأدوات، المستعملة في الرَّصد والتَّقويم والمحاسبة والتعلُّم وجَمْع المعطيات وتحليلها، في مسائل القوَّة والرَّأي في ميدان الهجرة القسرية؟

 

وإنّا في نشرة الهجرة القسرية ملتزمون بالنظر في أعمالنا وما نتّبعه فيها من سنن، من أجل أن نخطو خطوات عمليّة نكون بها من التَّغيير الذي نريده أن يتحقَّق. 

ينتهي الأجلُ المَضْروبُ لإرسال المقالات إلينا في: 15 شباط/فبراير 2022

ونستحسن أن يقع عدد كلمات المقالة بين 1200 و2500 لا أكثر. ونرجو الانتباه إلى أن حدَّ الكلمات الأقصى الذي هو 2500 كلمة داخلٌ فيه عدد كلمات الحواشي في موضعها من ذيل المقالة. واللغات التي نقبل أن تكون المقالات مكتوبةً بها هي الإنجليزيّة والعربيّة والإسبانيّة والفرنسيّة. وإن رغبت في أن ترسل إلينا مقالتك مكتوبةً بلغة أخرى نرجو أن تذكر ذلك في رسالتك التي تُوجِزُ لنا فيها ما تُرِيدُ أن تَدُورَ المقالة حولَهُ.

قبل أن تكتب مقالتك: إذا كنت متوجِّهاً إلى أن يكون لك في النشرة مقالةٌ، يرجى أن تبعث برسالة إلى أسرة التحرير من طريق fmr@qeh.ox.ac.uk مُدْرجاً فيها بضع جُمَلٍ تصف ما تقترحه، لنردُّ عليكَ باستجابةٍ تقويميَّة. ونُبلِّغُك حينئذٍ بقبولنا تسلُّمَ مقالتكَ أو عدمه، فإن قبلنا تسلُّمها نرسل إليك مزيدَ إرشادٍ مع شروط المقالات عندنا. ونحب أن يكون التراسل بيننا وبينك باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية، ولنا على الإجابة باللغة العربية بعض القدرة.

ملاحظة: نطلب إلى المؤلفين كلِّهم أنْ يولوا بخاصَّةٍ اهتماماً مناسباً بالصلة التي بين موضوع العدد وبين استجابتهم للأشخاص ذوي الإعاقة، وللمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الجندر وأحرار الهوية والميول الجنسية وحاملي صفات الجنسين (إل جي بي تي آي كيو +)، ولكبار السِّنِّ، ولغيرهم ممَّن عندهم مواطن ضَعْفٍ وصفات مُعيَّنة، وأنْ يسعوا إلى إدراج طريقة مقاربة جنسانيّة في مقالاتهم.

وإذ قد كان محل المقالات مجلةً، فإنا نرغب في أن تُبْرزَ المقالات التجارب والمعارف التي خَبِرَتْها واكتسبتها المجتمعات المحلية والأفراد المتأثرون تأثراً مباشراً بهذه المسائل. وإن كان لكَ زملاءٌ أو ممثّلو مجتمعاتٍ محليّة يرغبون في أن يسهموا في المقالات، يرجى أن تراسلنا بالبريد الإلكتروني، ويسرُّنا أن نُعِينَ مَن يريد الإسهام بمقالةٍ على إنشاءِ مقالته، ونَحْرص شَدِيدَ حرصٍ على أن تكون وجهات نظر المُهجَّرينَ وآفاقهم بارزةً ظاهرةً في المجلّة.

وفضلاً على الاستجابة التقويمية المألوفة التي تبعث بها أسرة التحرير إلى كلّ من يحتمل أن يكون مؤلِّفاً في النشرة، فإنّا لأجل هذا العدد سنورد إرشاداتٍ مكتوبةً (في أربع لغات)، ونعقد مُدارسةً شَابكيَّة (وبناراً) نديرها حول «الكتابة في نشرة الهجرة القسرية»، وذلك في شهر تشرين الثاني/نوفمبر (مترجمةً ترجمةً فوريّةً بأربع لغات)، وسنقيم بعض مجالس التَّلمذة الفردية (mentorship) يُديرُها مشروع ليرن (LERRN) في جامعة كَارِلْتُن. وإنا ندرك أن كثيراً من المؤلِّفين لا يكتبون مقالاتهم بلغتهم الأم، وإذ قد كان الأمر كذلك، فسنبذل ما نستطيع لنُرشِد إلى شؤونِ التَّحرير كلَّ مَن يحتاج إلى دعم لغوي زائد.