نحو إعادة توطين دامج للاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس

يواجه المثليات والمثليون ومزدوجو الميل الجنسي ومغيرو الجندر ومزدوجو الجنس  من اللاجئين مجموعة متنوعة من التحديات ضمن إطار إعادة التوطين، ويمكن تعزيز خبرة أكثر إنسانية في إعادة التوطين من خلال المبادرات العملية التي تضم على سبيل المثال إيجاد الفضاء الترحيبي وضمان سرية المعلومات وتدريب الكوادر وتوفير الموارد الضرورية والحاسمة ورعاية أماكن العمل الدامجة.

ُعد إعادة التوطين في بلد جديد من المهام الصعبة على أي لاجئ كان. واللاجئون المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس يواجهون كغيرهم من الفئات المهمشة تحديات إضافية، فكثير منهم تعرض للإساءة أو التمييز بسبب ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية، وإذا لم يكونوا راغبين في التحدث عن ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية مع مجتمع الحماية فذلك يعني أنه عليهم الاعتماد على أنفسهم في فهم نظام إعادة التوطين الذي قد لا يكون مراعياً لحاجاتهم الخاصة بهم. فما إن يصلوا إلى مجتمعاتهم الجديدة حتى يبدأوا بالبحث عن الدمج الكريم لهم جنباً إلى جنب مع مصارعتهم المحتومة للتمييز الذي سيستمر ضدهم في تلك المجتمعات الجديدة.

منذ عام 1975، رحب برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد على ثلاثة مليون لاجئ إلى تلك البلاد. وتسهيلاً لذلك، يعمل مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على تمويل تسعة مراكز لدعم إعادة التوطين [1] وإدارتها، وكذلك تتولى المنظمة الدولية للهجرة إدارة تلك المراكز. ونعمل حالياً على تنفيذ برنامج لأشخاص  المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس في جميع المواقع الأربعة. [2]

ويكتسب مشروع الأشخاص  المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس أهميته الكبيرة لنطاق واسع من اللاجئين المنتمين إلى تلك الفئة بمن فيهم: الذين تعرضوا للاضطهاد على خلفية ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية، والذين لم تكن ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية سبباً رئيسياً في هجرتهم لكن تلك الميول أو الهويات سوف تؤثر على مستقبلهم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين لا يرغبون في الإفصاح عن ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية في بلد اللجوء الأول رغم أنهم قد يفعلون ذلك في البلد الذي يرغبون في أن يعاد توطينهم فيه.

مبادرة الفضاء المأمون

يمثل الترحيب باللاجئين من  المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس من المقومات الرئيسية لتوفير المساعدة الفعالة فغياب ذلك الترحيب يحول دون كثير من اللاجئين من الشعور بالراحة في الإفصاح عن ميولهم الجنسية و/أو هوياتهم الجندرية مع كوادر المنظمة الدولية للهجرة. فقد يخشون التمييز وانتهاك سرية معلوماتهم أو منعهم من إعادة التوطين. ويُذكر في هذا السياق أنَّ أحد المكاتب مشهوراً بعدم ترحيبه للاجئين لمجرد اطلاعه على تجربة واحد أو أكثر من اللاجئين. وقد يشكل هؤلاء الأشخاص الافتراضات بناء على جنسيات الكوادر. ففي العراق، على سبيل المثال، ينتمي معظم موظفي الحالات في مراكز دعم إعادة التوطين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد ذكر اللاجئون  المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس عدم ارتياحهم للإفصاح عن المعلومات لهؤلاء الموظفين خشية أن يكون لديهم رهاب الهوموفوبيا (كراهية المثليين). ومن هنا نتبين الأهمية الخاصة التي تتسم بها قضية جعل مكاتب إعادة توطين اللاجئين "فضاءات مأمونة".

وفي سياق المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس ، يُعرَّف "الفضاء المأمون" -سواء كان منبراً أم مجتمعاً محلياً أو شبكة أو أسرة (أسرة أصلية بيولوجية أو غيرها) أو مكاناً محدداً مادياً- بأنه المكان الذي يمكن فيه للأفراد أن يعبّروا بحرية عن آرائهم ويطرحوا أسئلتهم ويستكشفوا ميولهم الجنسية و/ أو هوياتهم الجندرية دون خشية التعرض لحكم الآخرين عليهم أو الانتقام منهم.

ومن أهم الأمور الحاسمة في كسب ثقة اللاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس المحافظة على سرية معلوماتهم. فلا بد للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس من أن يشعروا بالثقة في أنَّ الأشخاص الذين يقدمون المساعدة لهم لن يفصحوا عن المعلومات التي يحصلون بها عنهم لأفراد العائلة أو للمجتمع المحلي. وتتخذ هذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة لمن لم يفصحوا لعائلاتهم، بمن فيهم أزواجهم من الجنس الآخر، عن ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية.

ونحن نسعى بكل جد إلى الترويج لفضاء ترحيبي كتوم يحافظ على سرية المعلومات من خلال الاستخدام الموسّع لعلامة إرشادية تشير إلى فضاء مأمون واستخدام لغة السرية والكتمان في مدونات تفريغ المقابلات الشفوية ومن خلال توزيع المنشورات حول وضع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس وإعادة التوطين[3] على اللاجئين المحالين إلى البرنامج الأمريكي لإعادة التوطين. ويُعلَم اللاجئون أيضاً أنه بمقدورهم طلب موظف من جنس مغاير إذا كان ذلك ملائماً لهم وقد طُبّقت هذه المبادرة في مراكز دعم إعادة التوطين في كل من العراق والأردن ونيبال وبدأت أيضاً في مواقع أخرى لدعم إعادة الاستيطان التابعة للمنظمة الدولية للهجرة التي تغطي مناطق أوراسيا وأميركا اللاتينية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وقد لوحظ فعالية علامة الفضاء الآمن والنشرات التوعوية حولها على وجه الخصوص في العراق، فالعلامة تطمئن اللاجئين أننا نؤمن بالمساواة في الحقوق لجميع الأشخاص وأنهم إذا ما كانوا يعانون من الاضطهاد بسبب ميولهم الجندرية أو الجنسية فيمكنهم أن يخبرونا بذلك وهم على ثقة أننا سنتعامل مع شواغلهم بسرية تامة. وتشرح أيضاً النشرة التوعوية أنَّ انتماء اللاجئ إلى المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر وثنائيي الجنس لا تمنعه من إعادة التوطين ولا تؤخر معالجة قضيته. وتوزع هذه النشرة على جميع اللاجئين لضمان حصول المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس على المعلومات بطريقة لا تثير ريبة الآخرين حول ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية. وفي حين أنَّ علامة الفضاء المأمون تشير إلى المصلحات العامة "الجندر" و"الميل الجنسي" تلجأ النشرة إلى توظيف المصطلحات المستخدمة محلياً للإشارة إلى المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس.

وهناك أداة إضافية مستخدمة في مكتب دعم إعادة التوطين في العراق وهي الخط الساخن للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس وقد أُدخل هذا الخط الساخن إبّان انتشار العنف ضد المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس عام 2012. ونظراً لأنَّ بعض اللاجئين لم يشعروا براحة في الإفصاح عن معلوماتهم في مكتب بغداد أو كانوا غير متيقنين مما إذا كانوا مؤهلين أم لا لبرنامج إعادة التوطين، فقد أنشأنا خطاً ساخناً على مدار الساعة يمكَّن المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس من الحصول على إجابة على تساؤلاتهم إما من موظف ينتمي بالأصل إلى تلك الفئة أو من الكوادر "المساندة" لهم. [4] ومن هنا، يطمئن الموظف المجيب السائل عن طريق الخط الساخن أنه يدعم المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس وأنَّ جميع المعلومات سيُتعامَل معها بسرية وحساسية تامتين.

توفير الموارد الحساسة

لقد التزمنا بتوفير الموارد بشتى أنواعها ومن خلال جميع السبل المتاحة وذلك لعدة أسباب. أولاً، نحن نقرّ أنَّ كثيراً من اللاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس لن يشعروا بالطمأنينة أو بالأمان إذا كانا صادرين عن المنظمة الدولية للهجرة أو شركاؤها، لذلك من العوامل الحاسمة ألا نضغط عليهم أو نجبرهم على أن يكون لديهم هذا الشعور. وثانياً، نعلم أنَّ هناك نسبة من اللاجئين ممن نخدم كل يوم وفي كل بيئة من بيئات العمل تضم أفراداً من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس بغض النظر عما إذا كان هؤلاء الأفراد قد عرّفوا عن شخصيتهم الجنسية أم لا. وثالثاً وأخيراً، نعلم أنَّه ليست كل المجتمعات في الولايات المتحدة الأمريكية ترحب ب المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس ، وعلى وجه الخصوص مغيري الجندر منهم. ومن هنا تكمن أهمية توفير الموارد إلى جميع اللاجئين لأن ذلك سيساعدنا على ضمان وصول المعلومات الحساسة والحرجة للأفراد من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس الذين لا يرغبون في الإفصاح عن أوضاعهم الخاصة وذلك لنمكنهم من التوصل إلى القرارات المدروسة حول قضية إعادة توطينهم ووجهتهم النهائية. وبتوفير تلك المعلومات لكل شخص سنتمكن أيضاً من إبلاغ مجتمع إعادة التوطين كله أنَّ المساواة مع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس من الأمور التي تلقى احتراماً كبيراً في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويمكن المشاركة بموارد المعلومات بعدد متنوع من الطرق بما في ذلك جلسات التوجيه الثقافية والمنشورات التوعوية وجلسات الاستشارات الخاصة ولوحات الإعلان العامة وخلاصات ما قبل الرحيل. وبالنسبة للأشخاص الذين ينتظرون إعادة التوطين قد تكون المعلومات في صورة إحالات إلى برامج للرعاية الصحية الصديقة للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس أو برامج الدعم النفسي والاجتماعي. أما بالنسبة للأشخاص الذين يتلقون المساعدة أثناء العبور فقد تتعلق المعلومات بمرافق دورات المياه غير المميزة بالجنس أو اصطحاب بعض العلاجات أثناء السفر. وبالنسبة للأشخاص الملزمين بالرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيمكننا أن نخبرهم بالموارد المتاحة مثل موقع الإنترنت Rainbow Welcome الذي يديره تحالف هارتلاند. [5]

إقامة بيئة عمل دامجة

لابد للمنظمة التي تسعى نحو الترويج للإدماج والمراعاة الحساسة للاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس من أن تضمن توفير مكاتبها لبيئة ترحيبية وداعمة وفعالة لجميع كوادرها العاملة فيها، ولهذا الغرض يتضمن تدريب الكوادر العاملة مع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس تمارين للإدماج وجلسة خاصة للمشرفين حول إقامة مكان عمل خال من التحرشات والمضايقات.

وبيئة العمل الدامجة أيضاً تروج لتحسين درجة الرعاية المقدمة لأنَّ المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس وأفراد الكوادر الداعمة في موقف صحيح للتصدي لقضايا الاستشارات ذات الصلة بالمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس فعلى سبيل المثال، إذا كان موظف شؤون المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس في نيبال يقدم الاستشارة حول أسئلة تتعلق بالأزواج من الجنس الآخر في المقابلات فقد يكون ذلك الموظف عنصر إعاقة للاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس ممن يرغبون في الإفصاح عن ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية أو عن معلومات أخرى تتعلق بأزواجهم من الجنس ذاته. ففي العراق، قدمت إحدى موظفات الدعم رقم هاتفها لأحد اللاجئين ممن شكت في أنه لم يشعر براحة أثناء مشاركتها بالمعلومات شخصياً. وبعد حصول اللاجئ المذكور على الاستشارة سأل إذا ما كان بإمكان لاجئين أخرين من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس الاتصال بها. عندها اقترحت أن يصبح رقم هاتفها على الدوام خطاً ساخناً لتلقي استفسارات المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس. وفي كلتا الحالتين قالت الموظفة إنَّ البيئة المكتبية الدامجة للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس شجعتها على اتخاذ تلك المبادرة.

تدريب الكوادر

أُنشئ التدريب في مراكز دعم إعادة التوطين حول المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الجندر وثنائيي الجنس في أوائل عام 2011 وكان في البدء عبارة عن جلسة تعريفية للكوادر العاملة في بغداد. وكان الهدف الرئيسي منها مساعدة الكوادر على تفهم أنهم كانوا يخدمون اللاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس (حتى لو لم يعرِّفوا أنفسهم على أنهم كذلك) والإحاطة بالتحديات التي تواجهها هذه الفئة في العراق. وفي أوائل عام 2012، تصاعدت وتيرة العنف في العراق ضد المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس زيادة ملموسة وأصبح من الواضح أن التدريبات التعريفية لم تكن كافية. فقد كانت كوادر مراكز دعم إعادة التوطين بحاجة إلى تدريب مستفيض حول العمل مع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس بل كانوا بحاجة أكثر إلى الاستعداد لجعل اللاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس يشعرون بالترحيب بهم في مكاتبنا. ومن هنا، تطورت الجلسة التعريفية في بغداد حول المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس إلى حزمة تدريبية كاملة للتدريب على المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس[6]. وقُّدِم هذا التدريب إلى جميع كوادر مراكز دعم إعادة التوطين في العراق ولبعض الكوادر العاملة في الأردن في عام 2012 وكذلك إلى الكوادر المختارين والشركاء في الهند وتايلند ومصر ونيبال في عالم 2013. وسوف يُتاح التدريب أيضاً في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأوراسيا وجنوب آسيا خلال عام 2013. ويُقدم التدريب لكل من المنظمة الدولية للهجرة وشركائها الميدانيين.

يوفر التدريب مجموعة من الأدوات المتنوعة للكوادر. فالتدريب حول الحساسية يعلم المتدربين ما يلزمهم علمه حول تعرض المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس إلى الاضطهاد والخرافات والحقائق المرتبطة بهم، ثم يُطلب إلى المتدربين التفكير في الإدماج في مكان العمل. أما التدريب على المهارات فيقدم المعلومات حول طبيعة الأسئلة التي يجب طرحها وتلك التي يجب تجنبها أثناء الجلسات الاستشارية والمقابلات، ويوضح المصطلحات الصحيحة المستخدمة في قضايا المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس وكيفية كتابة التقييمات الناجحة حول حمايتهم أو اضطهادهم، كما تعرض تدريبات المهارات الشواغل الخاصة بالمثليات والنساء مزدوجات الجنس والأشخاص مغيري الجندر إضافة إلى التحديات التي تواجه اللاجئين من مناطق جغرافية أو من ثقافات معينة. وأخيراً، يعرض التدريب حاجات المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس أثناء الترجمة والسفر والعبور إضافة إلى الافتراضات التي يمكن أن تشكل عائقاً أمام تقديم المساعدة.

نحن نؤمن بأهمية رفد الكوادر كافة بما يلزمهم من أدوات لتقديم الخدمات ذات الجودة الأعلى للاجئين من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس. فاللاجئون يحتكون بعدد كبير من الموظفين خلال عملية إعادة التوطين بمن فيهم عمال الحالات والمستشارين والمترجمين وموظفي مراكز المعلومات ومراكز النقل بالعبور وطواقم الرعاية الصحية والطبية. وغالباً ما يقضون الوقت بالحديث مع كوادر الدعم أكثر مما يقضونه مع عمال الحالات. ولهذا السبب، يقدم التدريب 14 وحدة دراسية يمكن دمجها لتفيد عدد متنوع وكبير من الموظفين.

فيما يتعلق بالموظفين العاملين لدي تشكل الميول الجنسية وهوية الجندر أموراً غير مألوفة أو غير مريحة لهم. والبرنامج التدريبي يلاحظ تلك المسألة ومن هنا فإنه يسعى إلى تعزيز المهارات العملية لمختصي مساعدة اللاجئين بدلاً من أن يُطلب إلى الكوادر تغيير آرائهم حول قضايا المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس وذلك كله خلال دورة تدريبية تستغرق ما بين يوم إلى ثلاثة أيام. وبتلك الطريقة في التعامل مع الموضوع تبين لنا في منطقة الشرق الأوسط أنَّ التدريب جعل المتدربين أكثر استجابة إلى الأفكار الطارئة حول حق المساواة المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس بل أصبحوا أقل دفاعاً عن المعتقدات الثقافية أو الدينية التي قد تتعارض مع تلك الأفكار.

لكن التدريب ليس نهاية الأمر بل إنَّه بداية عملية طويلة. وفي حين أننا ننتقل نحو مرحلة الفهم والقبول، ما زال التركيز منصباً أولاً وقبل أي شيء آخر على قدرتنا على خدمة اللاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس بالمستوى العالي ذاته من المهنية التي نقدمها لأي شخص آخر. وبهذا الصدد، نعمد إلى الإطراء على الموظفين أمام فرق عملهم إذا تمكنوا من إكمال مقابلات ناجحة تتعلق بالمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس أو إذا تمكنوا من تقديم الاستشارة الناجحة أو خدمات الدعم. إننا نشكر لهم حقاً  إخلاصهم وخبراتهم.

ما وراء إعادة التوطين

لا يخلو مجتمع من المجتمعات التي نخدمها من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس بجميع أطيافهم، وفي كثير من الحالات، يعاني اللاجئون والمهاجرون من هذه الفئة من التهميش أو الانعزال في سياق المساعدات الإنسانية وذلك نتيجة عدم تفهم وضع هذه الفئة وتنوعها ونقاط استضعافها الخاصة بها. ولا ينحصر تطبيق برامج تدريب الكوادر ومبادرات الفضاءات المأمونة وجهود التشارك في الموارد على مراكز دعم إعادة التوطين فحسب بل إنها تنطبق أيضاً على المنظمات العاملة في بيئات الطوارئ وفي مخيمات اللاجئين ومع مجتمعات اللاجئين الحضرية والمهاجرين وفي الخدمات الصحية والطبية. ويجب على المشاريع القادمة أن تتصدى لتلك الضرورات لضمان رفد المهاجرين واللاجئين المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغيري الجندر ومزدوجي الجنس بالخبرة الكريمة في المراحل كافة دون الاقتصار على مرحلة إعادة التوطين. والخبرات المكتسبة والممارسات المثلى المطبّقة في إطار إعادة التوطين يشيران بالفعل إلى الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق تلك الغاية.

 

جنيفر رومباخ (jrumbach@iom.int) مديرة مركز دعم إعادة التوطين لمنطقة جنوب آسيا في المنظمة الدولية للهجرة. وكانت سابقاً مديرة مساعدة لمركز دعم إعادة التوطين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعراق www.iom.int

 


[1] مراكز دعم إعادة التوطين ضمن برنامج قبول اللاجئين الأمريكي في مراكز: أفريقيا والنمسا وكوبا وشرق آسيا وأوراسيا وأمريكا اللاتينية

ومنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وتركيا  والشرق الأوسط.

[2]تدير المنظمة الدولية للهجرة حالياً أوراسيا (المكتب موجود في موسكو/ روسيا) وأمريكا اللاتينية (في كويتو/ الإكوادور) وشمال أفريقيا والشرق الأوسط (في عمان/ الأردن) وجنوب آسيا (في داماك/ نيبال).

[3] متاحة عند الطلب من المؤلف

[4] الشخص الذي "يناصر ويدعم أفراد مجتمع غير الذي ينتمي إليه". مركز موارد المساواة في الجندر في جامعة كاليفورنيا ببيركلي  http://geneq.berkeley.edu/lgbt_resources_definiton_of_terms

[6] المشورة والمواد متاحة من المؤلف.

 

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.