مَنْعٌ وحمايةٌ وحلٌّ: نظرة في خطَّة عمل الذكرى العشرين للمبادئ التوجيهيَّة

إنِّي، ونحن اليومَ في آخر خطة عمل الذكرى العشرين للمادئ التوجيهية التي مُدَّتها ثلاث سنين، أُشِيد بالإنجازات الكبيرة التي حقَّقتها الدول وغيرها من الجهات الفاعلة، وأتطلع إلى استمرار عملنا المشترك في تعزيز حماية حقوق النازحين الداخليِّين.

أُطِلقت المبادئ التوجيهية في النُّزوح الداخليّ سنةَ 1998، وهي ولا شكّ مَعلَمٌ رئيسٌ في المعايير الدولية لحماية حقوق الإنسان بين الناحين الداخليِّين. واحتفالاً بالذكرى السنويَّة العشرين للمبادئ التوجيهية، أَطلَقْتُ في سنة 2018 خطةَ عملِ الذكرى العشرين للمبادئ التوجيهية للنهوض بالمَنْع والحماية وإيجاد الحلول للنَّازحين الداخليِّين (لتستمر مدَّةَ ثلاث سنين) مع أصحاب المصلحة الرِّئيسين، وبدَعْم لا يقدَّر بثمنٍ من حكومة النمسا، وحكومة هندوراس وحكومة أوغندا.

وفي هذه السنة، سنة 2020، تقترب خطة عمل الذكرى العشرين من نهايتها، وقد قدمت في السنين الثلاث الماضية كنزاً من الخبرة، والدروس المستقاة، والعلاقات الجديدة والمُعزَّزة. وإنِّي أشكر لنشرة الهجرة القسريَّة إتاحتَها هذه الفرصة لعرض نتائج الخطَّة. ففي المقالات التي بين يديّ النشرة هاهنا تحليلٌ لبعض المبادرات التي شُرِعَ فيها في هذه المدَّة، وتوصياتٌ في سُبُل المُضيِّ قُدُماً، فهذه المقالات ضرورةٌ لدَعْمِ ما نُجِحَ فيهِ، ومعالجة التحدِّيات الراهنة والمُسْتقبليَّة. وإنّا لمعترفون بجميل المؤلِّفين لإلقائهم الضوء على أعمالهم ومعارفهم بهذه الطريقة.

وتهدف مبادرة الذكرى العشرين للمبادئ التوجيهية إلى توسيع المدارك حول المبادئ التوجيهية وتعزيز العمل الجاري في هذا الميدان. وأيضاً، فهي تهدف إلى إلقاء الضوءِ على مسائل حماية النازحين الداخليِّين التي تحتاج إلى مشاركةٍ مُعزَّزةٍ من المجتمع الدوليّ، أيْ:

  • أنْ تقوِّي مشاركةَ النَّازحين الداخليِّين في القرارات التي تؤثر فيهم
  • وأنْ تُولِّد قُوّة اندفاعٍ لقوانين النَّازحين الداخليِّين والسياسات المعنيّة بهم في جميع أقطار العالم، بأمورٍ منها تبييء المبادئ التوجيهية
  • وأنْ تعزِّز قدرة الدول وغيرها من الجهات الفاعلة على جَمْع المعطيات وتحليلها واستعمالاها في حماية النازحين الداخليِّين
  • وأنْ تركُزَ حظاً أكبر من الهمّ في إيجاد الحلول، وبخاصةٍ حلول حالات النُّزوح الداخليّ المتمادية.

 

ثم إنّ خطة عمل الذكرى العشرين للمبادئ التوجيهية تركّز على التعاون بين أصحاب المصلحة المتعدِّدين في المستويات الدولية والإقليمية والوطنية، مع التركيز على التنفيذ الوطني والمحلي الضروري لدَعْم الدول في مسؤوليّاتها عن حماية النازحين الداخليِّين. وقد شاركت في خطَّة العملِ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهيئات الأمم المتحدة، والمجتمع المدنيّ، ثمّ أيّدت الخطَّةَ اللَّجنةُ الدائمة المشتركة بين الهيئات.

هذا، وأُطلِقَت خطَّة عملِ الذكرى العشرين للمبادئ التوجيهية حاملةً شعاراً مكتوباً فيه «مَنْعٌ وحمايةٌ وحلٌّ». فاختصرت هذه الكلمات رُوحَ المبادئ التوجيهية للنُّزيح الداخليّ، وهي مبادئٌ ما يزال صداها يتردَّدُ، متصلةٌ بالحياة اليوميّة للنازحين الداخليِّين والمجتمعات المحليّة المُتضرّرة. ويركّز شعار «مَنْعٍ وحمايةٍ وحلٍّ» أيضاً على مسؤوليّة الدول عن حماية حقوق الإنسان بين النازحين الداخليِّين، في السِّلم والعنف والحرب، فذاك جزءٌ من التزاماتها الدوليَّة التي يتعيَّن عليها الوفاء بها وهي تُنفِذُ سيادَتَها.

وبالحقّ، فمع الزيادة المستمرَّة في أعداد النازحين الداخليِّين وحالات النُّزوح الداخليّ في كثيرٍ من البلدان والسياقات المختلفة حولَ العالم، يظلُّ مفهوم «المنع والحماية والحلّ» عظيم الشأن في عملنا المشترك لدَعْم حقوق الإنسان بين النَّازحين الداخليِّين. ولقد بيَّنت خطَّة عملِ الذكرى العشرين للمبادئ التوجيهية أنّنا بالإرادة السياسيّة يمكننا أن نُنْجِزَ المزيد فالمزيد. فلنواصل فِعْلَ ذلك بمزيدِ حِكْمةٍ والتزامٍ أوثق.

 

سِسِيلِيَا جِمِينِيز دامَارِي idp@ohchr.org

مُقرِّرةٌ خاصّة في الأمم المتحدة معنيّةٌ بحقوق الإنسان بين النازحين الداخليِّين

إخلاء مسؤولية

جميع الآراء الواردة في نشرة الهجرة القسرية لا تعكس بالضرورة آراء المحررين ولا آراء مركز دراسات اللاجئين أو جامعة أكسفورد.